خاص – شهاب
أكد الناشط السياسي عمر عساف أن الرهان على تحرك السلطة وقواتها الأمنية في التصدي لإرهاب المستوطنين ضد أبناء الشعب الفلسطيني، هو رهانٌ فاشل ولا أساسٌ له.
وقال عساف في تصريحٍ خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، مساء السبت 24 يونيو 2023، إن السلطة أقرّت بنفسها على البقاء في مربع "التنسيق الأمني" الذي تؤمن به وتُقدسه، مُشيرًا إلى أنها باتت ملتزمة بتنفيذ كل نصوص الاتفاقيات، نظرًا لارتباطها الكبير بمصالح قادة السلطة المتنفذة فيها.
وأضاف أن التنسيق الأمني أصبح مصدرَ اطمئنان للمستوطنين، من حيث أن هناك علاقة بين كيان دولة الاحتلال والسلطة الفلسطينية، مُردفًا "وبالتالي يُمارسون تطرفهم وحقدهم على المقدسات الإسلامية والشعب الفلسطيني".
وشدد الناشط عساف على أن السلطة والقائمين عليها، أصبحوا خارج حسابات الشعب الفلسطيني، لا سيما مع استمرار صمتهم وعدم تحركهم الفعلي لوقف انتهاكات وعدوان جيش الاحتلال ومستوطنينه ضد العُزل من أبناء شعبنا.
ووفق عضو التجمع الوطني الديمقراطي، فإن السلوك العنصري الهمجي الذي يُنفّذ من قِبل المستوطنين ضد البشر والمقدسات في فلسطين، يُشير إلى أن المواجهة الشاملة مع هذه العصابات الإجرامية، تقترب عمليًا من حدوثها.
وتابع عساف قائلًا: "هذا يحتم علينا كفلسطينيين أن نكون على مستوى هذه التحديات، من حيث توحيد صفوفنا وتماسكنا وإنهاء حالة الانقسام البائسة المسيطرة على الساحة الفلسطينية"، مُطالبًا السلطة ومن يقوم عليها بوقف كل أشكال التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال.
وذكر أن ممارسات المستوطنين الإرهابية بالأيام الأخيرة في قُرى ومُحافظات الضفة الغربية، تعكس حالة كبيرة من الحقد والعنجهية الصهيونية تجاه كل ما هو فلسطيني.
الجدير بالذكر، أن عصابات المستوطنين تُواصل إجرامها بحق القرى والمساجد الفلسطينية، إذ تُهاجم الأهالي وتُندس المساجد وتُمزّق المصاحف بحماية كبيرة من حكومة وجيش الاحتلال.
وتعرّضت بلدة ترمسعيا، شمال رام الله، الأربعاء الفائت، لهجوم واسع من مئات المستوطنين، أدّى لاستشهاد الشاب عمر قطين (27 عامًا) وإصابة 15 مواطنًا بالرصاص، والعشرات بحالات اختناق.
وأحرق المستوطنون عشرات المنازل والمركبات وممتلكات المواطنين، كما أشعلوا النار في محاصيل وأراضي زراعية.
ودنّس المستوطنون مسجدًا في "عوريف" جنوب نابلس ومزّقوا المصحف الشريف قبل تصدّي الأهالي لهم.
كما هاجم عشرات المستوطنين، ظهر اليوم السبت، قرية أم صفا شمال غرب رام الله، وأطلقوا الرصاص الحي تجاه الأهالي واعتدوا عليهم، وأحرقوا المركبات والمنازل.
ويأتي جميع هذه الاعتداءات في ظل صمت السلطة الواضح وعجزها عن حماية الشعب الفلسطيني، وانشغالها بملاحقة الجامعيين والأسرى المحررين وتسهيل مُهمات جيش الاحتلال خلال عمليات الاقتحام لمُدن الضفة الغربية.