يوافق اليوم الأحد 2 يوليو/ تموز الذكرى السنوية التاسعة على جريمة اختطاف وحرق الفتى الشهيد محمد أبو خضير (16 عامًا) من مدينة القدس المحتلة على يد ثلاثة مستوطنين متطرّفين.
واخُتِطف الفتى أبو خضير في تاريخ 2 تموز/ يوليو عام 2014، بعد أن كان يجلس أمام محل الأدوات الكهربائية الذي يملكه والده.
وكان المستوطنون الذين اختطفوا الشهيد، قد نصبوا له فخًا، حيث تقدّم أحد القاتلين وسأله من أين اتجاه مدينة (تل أبيب) وما هو الطريق الذي عليهم اتباعه للوصول إليها، فدفعته طيبته للوقوف والمشي نحو آخر الطريق ليشير لهم بيده، فبات طُعمًا خطّط له القتلة، فحملوا الفتى عنوة في سيارتهم، واقتادوه إلى غابة في قرية دير ياسين المهجَّرة غربي القدس المحتلة، وأحرقوه حيًّا.
في ذلك الوقت، حاول المقدسيون الاحتجاج على اختطاف محمد وضرورة معرفة مصيره وذلك من خلال إيقاف حركة القطار، إلا أن شرطة الاحتلال حاصرت المحتجين ورشقت الموجودين في محيط منزل الشهيد بالرصاص المطاطي والقنابل الغازية والصوتية، واستمرت مواجهات بين قوات الاحتلال والمقدسيّين إلى أن أعلنت قوات الاحتلال عن عثورها على الشهيد محروقًا في أحراش دير ياسين.
انتفاضة شعبية
كان الإعلان عن استشهاد محمد حرقًا، سببًا في اندلاع انتفاضة شعبية سُمّيت بانتفاضة "الشهيد أبو خضير"، عمّت القدس بجميع أحيائها.
وكانت قرية شعفاط، مسقط رأس الشهيد، نقطة الانتفاض ضد الاحتلال ومستوطنيه، إذ هاجم السكان الغاضبون خطّ سكة الحديد الذي يخترق قريتهم ويمر بمحاذاة منزل الشهيد وعطّلوه لأشهر طويلة، فيما أُصيب العشرات خلال المواجهات اليومية التي كانت تشهدها القرية وأحياء القدس.
وسلَّم الاحتلال جثمان الشهيد لذويه بعد يومين، ليشارك آلاف المقدسيين في تشييعه إلى مثواه الأخير في مقبرة القرية.
ثأر منتظر
ماطل الاحتلال في محاكمة القتلة وعقابهم، كون المتهم الرئيس حاول التنصُّل من الجريمة، فأخذ يدّعي أنه مجنون ويحاول الانتحار، لكن شهادات الأطباء وكاميرات التسجيل في محله الذي يبيع فيه النظارات، بيَّنت كيف كان يدرب القاصرين المشاركين معه على القتل والخطف.
المستوطن بن دافيد
رحل الشهيد وبقِيَت آثار جريمة قاتليه، لتبث العزم والقوة والأمل للشباب بأن هذا الاحتلال لا يستحق منّا إلا المقاومة بكل ما أوتينا من قوة حتى يرحل عن أرضنا مهزومًا دافعًا ثمن كل جريمة نفّذها بحق شعبنا الصامد.
لاحقًا، حُكِم على المستوطن بن دافيد المقيم في مستوطنة قرب القدس والذي اعتُبر العقل المدبّر لعملية قتل الفتى محمد أبو خضير في 3 أيار/ مايو 2016 بالسجن المؤبّد، وهي العقوبة القصوى.
وحكمت محكمة في 4 شباط/فبراير عام 2018 على شريكيه، اللذين كانا قاصرين عند وقوع الجريمة، بالسجن المؤبد لأحدهما و21 عامًا للثاني.