"كشف عن تفاصيل مثيرة خلال رحلة الهروب"

مهندس نفق الحرية لمحققي الشاباك: سأكون حرًا بعد إطلاق سراحي ضمن صفقة ستبرمها حماس

محمود العارضة مهندس نفق الحرية

كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الثلاثاء، عن بعض من تفاصيل من محاضر التحقيق الذي أجراه جهاز الأمن العام "الشاباك" مع الأسير محمود العارضة مهندس "نفق الحرية" بعد إعادة اعتقاله عقب هروبه برفقة خمسة أسرى آخرين من سجن جلبوع الشهر الماضي.

ووفقا لـ"هآرتس"، فقد قال محمود العـارضة الملقب بـ "مهندس الهروب" من سجن جلبوع، بعد اعتقاله قال لمحققي الشاباك "أنا المسؤول" وأخبرهم كيف هرب هو ورفاقه في الزنزانة (في سجن جلبوع الحصين).

في نهاية التحقيقات قال محمود لمحقق "الشاباك": سأكون بعد سنوات حرا طليقا بعد إطلاق سراحي ضمن صفقة ستبرمها حماس. أنا واثق من أنني سأكون ضمن الصفقة وسأكون حرا. بحسب الصحيفة العبرية.

وبدأت وسائل الإعلام العبرية، بشكل متتابع نشر بعض من محاضر التحقيقات التي أجراها جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” مع الأسرى الستة الذين انتزعوا حريتهم من سجن جلبوع عبر نفق الذي حفروه، قبل أن يعاد اعتقالهم في مناطق مختلفة تفرقوا إليها عقب نجاحهم.

ونشر موقع صحيفة هآرتس العبرية اليوم، التحقيقات مع ما أسمته “مهندس الهروب” الأسير محمود العارضة، الذي أبلغ محققي الشاباك، أنه المسؤول الأول عن العملية، وأنه أقدم على هذه الخطوة بسبب تدهور ظروف حياة الأسرى في السجون.

وقال العارضة إن “فكرة الهروب كانت دائمًا في بالي، كنت أخطط للهروب من اللحظة الأولى لنقلي إلى سجن جلبوع، نظرت إلى أرضية السجن أكثر من مرة وأدركت أنني أستطيع فعل ذلك”.

وأشار العارضة إلى أن عملية الحفر بدأت في الرابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول 2020، وأنه في أول العملية استخدم قطعة حديد أخذها من خزانة كانت في الزنزانة منذ سنوات، وبدأ بتحديد مكان الحفر من خلال “بلاطة حديدية” أسفل المغسلة، واستمر حفر الفتحة من داخل الزنزانة مدة 20 يومًا، حتى وصل إلى صفيحة حديدية أخرى ونجح في إزالتها بعد جهد كبير.

وذكر العارضة أن الأسير مناضل انفيعات هو من أجرى الحفريات الفعلية باستخدام أدوات بدائية منها “مطرقة وإزميل”، بينما كان الأسرى الآخرين يساعدونه ويوفرون له الغطاء والحماية، مشيرًا إلى أن الحفريات لم تكن مشكلة وأن كميات الرمال التي تراكمت نتيجة ذلك هي المشكلة.

ولفت إلى أنه كان يتم إخراج الرمل عبر “أكياس” كان يتم “لفها بالملابس” وإفراغها في المرحاض أو تحت الدش وفي المساحات المفتوحة تحت الأرض وكذلك عبارات الصرف الصحي، وكان يتم في كل مرة مواجهة أعمدة خرسانية يتم الحفر من حولها، مشيرًا إلى أن طول النفق نحو 30 مترًا.

وقال الأسير العارضة “بقينا نحفر حتى رأينا الشمس من خارج أسوار السجن، ثم أدركنا أننا نجحنا”.

وأشار العارضة إلى أنه تم تقديم موعد “الهروب” بعد أن لاحظ أحد حراس السجن وجود رمال في الزنزانة وأن هناك انسداد في عبارات الصرف الصحي داخلها نتيجة تراكم كميات كبيرة من الرمال، وقد رأها السجان وقال لهم أنه سيعمل على حلها في اليوم التالي، فشعر الأسرى أن الرمال ستكشفهم، مشيرًا إلى أنه كان قلقًا من أن يؤدي ذلك إلى الكشف عن النفق، لذلك تم تقديم الموعد في تلك الليلة، وتم بعد وقت قصير التجهيز للتنفيذ وأخذ ملابس وخمس علب سجائر وماء وحلوى وجهاز راديو وغيرها من الأدوات.

وبين أنهم عرفوا أن إدارة مصلحة السجون أوقفت الحراسة في البرج الذي كان في أعلى النفق، مبينًا أنه لو كان مأهولًا بالحراس لتم حفر النفق بمسافة أقل حتى لا يتم كشفهم.

ذكر أنه في إحدى المرات لاحظ سجان وجود كسر في بلاط مجاور لحوض المياه، وقال أحد الأسرى للسجان إنه مشى فوقها وكسرت قليلًا، وهذا لم يثر الشك لديه.

وأشار إلى أن أول من دخل النفق الأسير مناضل انفيعات، تلاه ابن عمه محمد العارضة، ثم زكريا الزبيدي، ومن ثم يعقوب قادري، وتلاهم أيهم كممجي، وكان آخر من خرج هو نفسه الأسير محمود العارضة مهندس العملية.

وقال الأسير العارضة “انتظرت ربع ساعة، حتى خرجت آخر واحد، وكنت أتأكد لحظة خروج الآخرين عدم اقتراب أي سجان قرب الزنزانة، زحفت لمدة 10 دقائق في ظلام دامس، وحين بدأت أرى النور أدركت أنني وصلت إلى نهاية النفق، ورأيت حينها انفيعات خارج المدخل وكان ينادي علي وساعدني على الخروج”.

وبين أنهم فور خروجهم من النفق توجهوا إلى قرية الناعورة رغم أن الهدف كان طمرة بالأساس، وأنهم في الطريق استبدلوا ملابسهم، وكان هناك مخطط أن يأتي شقيقه بمركبة لأخذهم إلى جنين، مشيرًا إلى أنهم وصلوا القرية عند الخامسة فجرًا وأدواالصلاة ثم غادروا وطلبوا من الناس مساعدتهم في نقلهم إلى أم الفحم، وأنهم قالوا لبعض سائقي المركبات أنهم يعملون هناك لكن لم يوافق أحد على ذلك.

ويرجح جهاز الشاباك الإسرائيلي – بحسب الصحيفة – أن الأسرى اعتقدوا أنهم وصلوا طمرة بسبب الضوء الأخضر الذي كان يظهر من المسجد، وعندما وصلوا فهموا أنهم أخطأوا الطريق.

ويقول العارضة، إنهم وصلوا إلى مخبز الناعورة، وهناك تمكنوا من الحصول على هاتف محمول واتصل بشقيقه، وطلب منه الوصول إلى الناعورة، لكنه لم يستطيع لأنه كان نائمًا ويحتاج لوقت طويل للوصول، وأنه حينه سأله شقيقه فيما إذا كان يتصل من السجن فقال له، نعم، مشيرًا إلى أنه كان أبلغ شقيقه بالخطة مسبقًا وأنه في حال اتصل به فعليه الوصول إلى طمرة على الفور (لأنه وجد عروسًا له) وهي كلمة السر بينهما.

وتقول الصحيفة في هذه المرحلة، قرر الأسرى الستة الانقسام إلى مجموعة إلى اثنين، دون أن يخبروا بعضهم إلى أين يذهب كل اثنين، خاصةً أنه في حال تم اعتقالهم لا يتم معرفة أماكن بعضهم البعض.

وقال العارضة "وبعد يومين فقط تلقينا طعامًا من عدة أشخاص، و100 شيكل، ونمنا ليلًا في منطقة صناعية بالقرب من العفولة، وواصلنا السير باتجاه الناصرة، وهناك طلبنا الطعام والمياه، وبعد 3 أيام من الاستمرار بالمشي لم يكن لدينا أي فكرة عن مكان وجودنا، وأدركنا أننا بعيدون جدًا عن الضفة، لذلك فكرنا في العمل قليلًا في إسرائيل ثم الانتقال إلى الضفة”.

وبحسب الصحيفة، حين كان الأسيرين قادري والعارضة يبحثان عن الطعام في الناصرة تم اعتقالهما.

ونفى العارضة بشدة أن يكون أي من الأسرى الآخرين ساعدوهم في عملية حفر النفق، وأنه لا علاقة لهم بذلك.

وتقول الصحيفة، إن العارضة حاول عام 2014 “الهروب” عبر نفق مماثل، لكن الخطة فشلت، وخلال التحقيق الأخير معه قال “لن أحاول الهرب بعد الآن”. وفق ما جاء في محضر التحقيق.

وفي نهاية التحقيق، سأل محقق الشاباك، العارضة "إذًا أين ستكون بعد 7 سنوات أخرى؟"، قال له “أنا متأكد من أنني سأكون مشمولًا في صفقة تبادل وسأكون حرًا"، فرد عليه المحقق "لن تكون هناك صفقة، دولة إسرائيل ليس لديها فرصة لعقد صفقة من أجل جنود ليسوا على قيد الحياة!"، فرد عليه العارضة "الجنود بحسب يحيى السنوار أحياء".

وفي التحقيق مع الأسير زكريا الزبيدي، قال لـ “المحققين” كما ورد في “هآرتس”، إنه حين رأى للمرة الأولى فتحة النفق كانت في يوم “الهروب”، وأنه كان لديه هناك احتمال أن يقتل ويتم إطلاق الرصاص تجاههم من أبراج الحراسة أو لحظة إعادة اعتقالهم، مشيرًا إلى أنه كان يبحث عن حريته فقط.

اقرأ/ي أيضا.. بالفيديو| شقيق الأسير محمود العارضة يكشف تفاصيل عملية "نفق الحرية" من جلبوع

ويوم 6 سبتمبر/ أيلول الجاري، تمكن الأسرى محمود ومحمد العارضة، إلى جانب زكريا الزبيدي ويعقوب قادري ومناضل نفيعات وأيهم كممجي، من الفرار عبر نفق حفروه أسفل سجن جلبوع شمالا، لكن أعيد اعتقالهم خلال أسبوعين.

ويمضي محمود العارضة، في سجون الاحتلال حكما بالسجن مدى الحياة، وهو معتقل منذ العام 1996، وأعيد اعتقاله من الفرار الأخير في 10 سبتمبر/ أيلول الجاري.

وقضى العارضة، في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" نحو 28 عاما، منها 25 عاما بشكل متواصل، منذ العام 1996 وحتى الآن.

ومحمود العارضة، هو ابن بلدة عرّابة إلى الشمال من مدينة جنين (شمالي الضفة الغربية)، وأحد قيادات حركة "الجهاد الإسلامي"، وتصنفه مصلحة السجون، ومخابرات الاحتلال، كأحد أكثر الأسرى "خطورة".

وبعد إعادة اعتقال أسرى "نفق الحرية"، تعهدت كتائب الشهيد "عز الدين القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس"، بعدم إتمام أي صفقة تبادل جديدة مع الاحتلال دون الأسرى الذين أعيد اعتقالهم.

اقرأ/ي أيضا.. بالفيديو أبو عبيدة: أي صفقة تبادل لن تتم إلا بتحرير أبطال نفق الحرية

وأكد الناطق باسم حركة "حماس" حازم قاسم أن كتائب "القسام" على عهدها ووعدها بأن "يكون أبطال عملية نفق الحرية الستة على رأس صفقة التبادل، وأن يخرجوا مرفوعي الرأس من سجون الاحتلال".

وقال قاسم: "سيظل العمل على تحرير الأسرى من سجون الاحتلال على رأس أولويات المقاومة".

وأضاف الناطق باسم حركة "حماس": "نتوجه بالتحية الكبيرة والتقدير العظيم، لأبطال نفق الحرية في سجن جلبوع الذين أثبتوا قدرة الفلسطيني على الفعل المقاوم في كل الظروف وفي كل الأدوات".

وأشار إلى أنه "بالرغم من إعادة اعتقال أبطال نفق الحرية، ستبقى هذه العملية دليلا دامغا على هشاشة وضعف المنظومة الأمنية الصهيونية وعدم صمودها أمام إرادة المقاتل الفلسطيني"، مؤكدا أن "ما فعله الأسرى الستة كان بطولة عظيمة وجهادا كبيرا، وإنجازا عظيما سيسجل بأحرف من نور في سجل جهاد ونضال شعبنا الفلسطيني".

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة