وصف الخبير الاقتصادي د. ماهر الطباع، الوضع الاقتصادي في قطاع غزة خلال عام 2021 بأنه "كارثي ومرير"؛ نتيجة عدوان الاحتلال في شهر مايو الماضي واستمرار حصاره المُطبق للعام الخامس عشر على التوالي.
وقال الطباع في حديثٍ خاص مع وكالة "شهاب" إن الحصار والحروب الأربعة والهجمات العسكرية المتكررة خلال السنوات الماضية، أدت إلى العديد من الأزمات في قطاع غزة، على رأسها تراجع الأنشطة الاقتصادية بشكل عام.
وأضاف أن "عدوان مايو" كان الحدث الأخطر خلال 2021، موضحا أنها كانت حربا قاسية على المنشآت الاقتصادية كما في الحروب السابقة، لا سيما وأنها شهدت استهداف شارع عمر المختار الذي يعتبر شريان الحياة التجارية في القطاع.
وذكر أن الاحتلال دمّر خلال العدوان الأخير المئات من المنشآت التجارية في تلك المنطقة، بالإضافة إلى المئات من المنشآت الصناعية وغيرها، لافتا إلى أنه الخسائر بلغت نحو نصف مليار دولار.
وبين أنه نتيجة لتدمير الاحتلال، مئات المنشآت الاقتصادية بالكامل، تعطل الآلاف من العمال عن العمل وانضموا إلى صفوف البطالة المرتفعة بالأساس، إذ يوجد في القطاع ربع مليون عاطل عن العمل وهي النسبة الأعلى عالميا وفق البنك الدولي.
ودمّر الاحتلال خلال عدوانه الأخير، ثمانية مصانع بشكل مباشر، ما أدى إلى توقفها عن الإنتاج وتوقف العمال فيها عن العمل.
أرقام كارثية
وبحسب القائم بأعمال مدير الغرفة التجارية في غزة، فإن معدلات البطالة بالقطاع تلامس 50%، فيما البطالة بين فئة الشباب والخريجين تصل إلى نحو 78%.
وأفاد بأن 85% من سكان القطاع بحاجة إلى مساعدات إغاثية، في حين بلغت نسبة انعدام الامن الغذائي 69%، مؤكدا أن "هذه المؤشرات كارثية وهي ناتجة عن الحصار والقيود "الإسرائيلية" على حركة الواردات والصادرات وعلى حركة المواطنين ومنعهم من التحرك والسفر.
إعادة الإعمار
ووفق الطباع، فإن المنشآت الاقتصادية التي تضررت خلال عدوان 2012 و2014 و2021 "لم تتلق أية تعويضات"، ما أدى إلى آثار سلبية، منها انعدام السيولة النقدية في القطاع وضعف القدرة الشرائية بشكل غير مسبوق.
وعلى الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب، إلا أن الطباع شدد على أن انطلاق عملية إعادة إعمار حقيقية لما دمره الاحتلال في قطاع غزة من شأنه أن يعيد الحياة مجددا لكل القطاعات لا سيما قطاع الإنشاءات والقطاعات المساندة له.
وفي سياق منفصل، أشار الطباع إلى أن القطاع الاقتصادي لم يتأثر كثيرا خلال هذا العام بسبب جائحة "كورونا"؛ كون القطاع لم يشهد إغلاقات كما في العام الماضي.
وحول توقعاته للعام المقبل على الصعيد الاقتصادي، قال الطباع إن المعطيات الموجودة سلبية ولا يوجد أي بوادر لحلول في الأفق، متمنيا أن يكون أفضل من الحالي.