وسط حالةٍ من الغضب الشعبي، اشتعلت ثورة أهالي النقب في وجه الاحتلال الصهيوني رفضًا لسياساته التهويدية التعسفية والقائمة على تجريف الأراضي في قرية سعوة و الرويس وقرى أخرى بمنطقة النقب المحتل في أراضي عام 1948 ، والتي يهدف الاحتلال الإسرائيلي للاستيلاء عليها و طرد سكانها العرب منها ضمن سيناريو مُمنهج ومُخطط له .
وتصدّى الأهالي لسلطات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت قرى منطقة النقب، و منها قرية صويوين وشنّت حملة اعتقالات بحقّ الأهالي تراوح عددهم 30 بينهم أطفال ،وقد قمعت الشرطة الصهيونية المظاهرات السلمية المنددة بتجريف الأراضي مُستخدمين الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع وتسببوا بإصابات عدة في صفوف الأهالي المشاركين في التظاهرات الرافضة للتجريف والتهويد .
الغضب الشعبي عم أنحاء أخرى من الضفة الغربية المحتلة و تصاعدت وتيرته ضد اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق القرى والمدن الفلسطينية ، وقد أعلنت اللجنة العليا لعرب النقب نيتها تصعيد المسار النضالي والوقوف في وجه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها منطقة النقب المحتل
وخاصة قرية الأطرش التي تواجه سياسة القمع والتهويد والتهجير والهيمنة على الأراضي و طرد أهلها منها ، ويعتقد الاحتلال واهمًا بأنّ سيناريو نكبة التهجير عام 48 يُمكن لها أن تتجدد وتقتلع قرى فلسطينية أخرى لصالح الاستيطان وبناء المستوطنات على أراضي الفلسطينيين .
لكن هذا السيناريو لم يعُد حاضرًا في أذهان أهالي منطقة النقب والذين تصدّوا بشجاعة وبسالة للقوات الإسرائيلية المستعربة وقطعان المستوطنيين ، وشكلت هجرة النكبة في وعي الفلسطينيين شعلة غضب ونذير شؤم للتأكيد على أنّهم أصحاب الأرض وسكانها ، وهجرة اللجوء للأجداد لم تُثنيهم عن حقّهم في أرضهم والتمسك بها وعدم السماح للاحتلال الاسرائيلي بتهجيرهم منها.
فالمقولة التي يرددها الصهاينة الكبار يموتون والصغار ينسون باتت خارجة عن حسابات الإجماع الوطني الفلسطيني المقدس وتم وأدها منذ إعلان اتفاقية أوسلو التي شرعنت الاستيطان وأعطت اليهود إذن بالتهويد وبناء المستوطنات على أراضي الفلسطينيين .
ويُشار إلى أنّ هناك تخوفات داخل الأوساط الإسرائيلية من اندلاع مواجهات أخرى بين الجيش الإسرائيلي وعرب النقب قد تنزلق الأمور خلالها لتصعيد مفتوح كما حدث مع هبّة القدس التي استنصرت بغزة في مايو الماضي، وقد ذكرت قناة "كان" العبرية: بأنّ المواجهات في النقب هي الأقوى منذ سنوات، والمنطقة أصبحت أشبه بساحة حرب. وعليه بات من المؤكد بأن 1948 تختلف عن 2022 رغم الفارق الزمني والسياسي بينهما والتي أثبت الفلسطينيين مقدرتهم على إفشال المخططات الصهيونية لا سيما في منطقة النقب المحتل ، ثورة الحقّ الفلسطيني المقدّس في وجه الاستيطان الإسرائيلي.