وطنيًا وفتحاويًا مَن الأجدر لِتولِّي المنصب المرأة أم الرجل ؟!
تساؤل قد تتفاوت الإجابة عنه بين طرف مؤيد للرجل و آخر مُعارض والعكس صحيح !!
لكن في عُرف السلطة الفلسطينية الفتحاوية مقاييس التولية ومعايير الاختيار للمنصب تختلف باختلاف درجة القرابة الاجتماعية فقط ، بمعنى إن كانت القرابة لمسؤول أو قيادي فتحاوي في السلطة يتم تسوية ومعالجة الأمر فكلهم في وراثة المناصب والسفارات شركاء باستثناء بعض الشكليات الجوهرية كالميل للطرف الألطف والأرق كالمرأة لاسيما ؛ وأنها تتمتع بامتيازات ومواصفات تختلف تمامًا عن الرجل وتتناسب مع الدبلوماسية الفلسطينية الفتحاوية ، ومن هنا ترسّخت فكرة توريث منصب السفير لدولة فلسطين من الأب صلاح الزواوي العضو البارز في حركة فتح و البالغ من العمر 84 عامًا إلى ابنته سلام الزواوي والتي تبلغ من العمر 42 عامًا .
جاء تعيين سلام صلاح الزواوي سفيرةً لفلسطين في إيران ، خلفًا لوالدها الذي شغل المنصب منذ عام ١٩٨١ حتى ٢٠٢٢ ما يُقارب أربعة عقود من عمر القضية الفلسطينية
والتي لم نلحظ أي تقدّم دبلوماسي أو حتى على صعيد العلاقات السياسية الدولية خلال تلك الحقبة الممتدة من تعيين السفراء بالدول المختلفة حول العالم .
اللافت للانتباه ؛ مراسم تأدية اليمين القانونية والدستورية لابنة صلاح الزواوي أمام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، والذي يُؤكد بما لا يدع مجالًا للريبة بأنَّ السلطة تتخذ نظام الحكم لديها أشبه بالملكية والوراثة ضاربةً بعرض الحائط كل القوانين والمواد والاتفاقيات والأعراف الوطنية والمواثيق الدبلوماسية ، فلم يعد الأمر لديها قائم على المخالفة أو المعارضة أمرًا ذو قيمة ، بدليل لم يؤخذ بعين الاعتبار ردود الفعل الغاضبة من سياسات الفساد والواسطة والمحسوبية ، فالمعارض لفسادهم مصيره التغييب عن المشهد خاصة في الضفة الغربية المحتلة والتي تُهيمن عليها سلطة فتح محمود عباس مَن تتخذ سياسة تكميم الأفواه والملاحقة والاعتقال ومصادرة الحريات نهج ديكتاتوري لها يخضع في قبضة الأجهزة الأمنية ، موطن الفساد في منظومة السلطة السياسية والأمنية .
ولعلَّ السؤال الأبرز الآن يدور حول ماهية شروط وراثة السفارة لدى سلطة محمود عباس وقد تكمن في :
١ _ ضرورة أن تكون صلة القرابة من جهة الأب ، وليس هذا فحسب بل أن يكون مسؤول فتحاوي كبير ويشغل منصب رفيع في مزرعة السلطة كي يتسنى تحقيق الشرط .
٢_ يُفضّل أن تكون امرأة من قبيل ابنة قيادي فتحاوي بمواصفات معينة أبرزها إجادة استخدام اللوحة الفنية الجمالية يتخللها اللون الأحمر أو التوتي خفيف اللمعان حتى يتناسق مع الألوان التُرابية والشعر الأشقر وهذا الشرط تحقق في ابنة سعادة السفير صلاح الزواوي والتي اختصرت عليهم الطريق بالاختيار والتعيين الوراثي الملكي !!.
٣_ أن يكون الأب على علاقة جيدة برأس هرم السلطة الفتحاوية ويُستحسن أن تكون لديه خبرة سابقة في عمل الدبلوماسية والسفارات والبعثات الخارجية الشكلية .
٤_ المؤهل العلمي والأكاديمي أي مستوى ولو كان ثانوية عامة ، إعدادي لا يهم ، فهذا ليس معيارًا للقبول والرفض .
٥_ التمتع بعلاقات جيدة مع أقارب السلطة تحسُبًا لتعيينات ومناصب جديدة تندرج على القائمة .
وهناك شروط أخرى لا يتسع المجال لذكرها ....!!
مع التأكيد على أنَّ خُلاصة الشروط تتمثل في درجة القرابة ؛ وذلك لِنقل ملكية منصب السفير بالوراثة من الأب إلى الابنه أو الزوجة وهكذا ، الأهم مسؤول قيادي ،عضو ،فتحاوي يحظى بقبول ومودة رئيس سلطة التنسيق الأمني محمود عباس حتى يكون له نصيب من التركات السياسية المالية .
أما عن أحقية المنصب فقد جاءت هذه المرة من نصيب ابنة ثاني سفير فلسطيني للجمهورية الإيرانية سلام الزواوي والتي لِحُسن حظها ، ولادتها في عائلة مزرعة مناصب حركة فتح، ومعها ملعقة ذهب من كنز السلطة المُتكدِّس لأبناء وقيادات المسؤولين الفتحاويين!!!