خاص - شهاب
صدمة كبيرة أصيب بها الاحتلال ومستوطنيه عقب العملية المزدوجة "دهس وطعن" في بئر السبع التي نفذها فلسطيني من النقب بالداخل المحتل؛ وأسفرّ عنها مقتل أربعة مستوطنين وإصابة عدد آخر منهم بجراح ما بين المتوسطة والخطيرة.
وبحسب مصادر فلسطينية، منفذ عملية "بئر السبع" هو الأسير المُحرر محمد غالب أبو القيعان من سكان بلدة حورة في النقب المحتل، من مواليد 1988، سبق أن قضى حكما بالسجن لمدة 5 سنوات، وكان مدرسا للمرحلة الثانوية.
وجاءت "عملية بئر السبع" البطولية كرد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال ومستوطنيه، والتي تستهدف الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده خاصة بالنقب؛ لا سيما عقب معركة "سيف القدس" التي أكدت وحدة أبناء شعبنا ضد المحتل.
اقرأ/ي أيضا.. 4 قتلى بـ عملية "دهس وطعن" في بئر السبع واستشهاد المنفذ
📹لحظة تنفيذ الشهــــيد محمد أبو القيعان عملية الطعن في مدينة بئر السبع المحتلة pic.twitter.com/a5t8Tqs98Q
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) March 22, 2022
"جرائم متواصلة"
ويتعرض الفلسطينيون في النقب، لحملة قمع غير مسبوقة من قبل الاحتلال، خصوصا بعد الهبة التي جاءت ردا على تجريف أراض وتشجير مناطق في نقع بئر السبع، لمحاصرة القرى في النقب وسلبها أراضيها.
واندلعت الهبة الجماهيرية في النقب بعد قيام جرافات ما تسمى الـ"كيرن كييمت ليسرائيل" (الصندوق الدائم لإسرائيل - "كاكال")، بتجريف مئات الدونمات من الأراضي في قرى الأطرش وسعوة والرويس بمنطقة النقب، تمهيدا لتحريشها ومصادرتها.
وشهدت منطقة النقب، ومناطق أخرى بالداخل المحتل، اشتباكات وتظاهرات فاجأت المستويات السياسية والعسكرية والأمنية الإسرائيلية إبان معركة "سيف القدس" وشكلت ضغطا كبيرا على المستوي السياسي ليوقف الحرب ضد غزة بأي ثمن.
اقرأ/ي أيضا.. 3 شهداء في النقب والقدس والضفة وإصابات برصاص الاحتلال
ولم تمضِ سوى أقل من 7 أيام على آخر جريمة للاحتلال في النقب، إذ قَتّل يوم 15 آذار، الشاب سند الهربيد (27 عاما) وهو أب لخمسة أطفال من رهط أثناء محاولة اعتقاله، وتزامن هذا مع استشهاد نادر ريان (17 عامًا) من نابلس، وعلاء شحام (20 عاما) من القدس.
"رد طبيعي ومشروع"
وفي الإطار، باركت حركة المقاومة الإسلامية " حماس "، العملية البطولية التي نفذها الفدائي الفلسطيني الأسير المحرّر محمد غالب أبو القيعان، مؤكدة أنها رد طبيعي ومشروع على جرائم الاحتلال ومليشيات مستوطنيه بحق أبناء شعبنا الصامد.
وقالت حركة حماس إن "هذه العملية البطولية حلقة في سلسلة مقاومة شعبنا الصامد البطل في مواجهة العنجهية الصهيونية التي تجرأت على الدم الفلسطيني".
ودعت، أهلنا المرابطين في النقب الثائر، وفي الضفة الغربية وفي القلب منها القدس المحتلة، وأهلنا الصابرين في أراضينا المحتلة عام 1948، إلى مزيد من تصعيد المواجهة ضد الاحتلال وقطعان مستوطنيه، دفاعاً عن الأرض والمقدسات ووفاءً لدماء الشهداء حتى التحرير والعودة.
وأضافت : "إننا إذ نزف الشهيد البطل ابن بلدة حورة الصابرة في النقب المحتل، لنؤكّد أنَّ انتفاضة شعبنا وتصدّيه البطولي لإرهاب الاحتلال ومستوطنيه المتصاعدة في عموم أراضينا المحتلة؛ والتي كان آخر معالمها تشكيل ميليشيا متطرّفة تستهدف أهلنا في النقب المحتل، ستتواصل بكل قوّة، ردّاً على العدوان وحماية للأرض والمقدسات".
"شعبنا لن يستسلم"
وكانت الهيئة الوطنية لدعم وإسناد شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل، قد حذرت السبت الماضي، من قيام متطرفين يهود بتشكيل ميليشيات مسلحة وعصابات إرهابية تستهدف أبناء شعبنا الفلسطيني بالداخل.
واعتبرت الهيئة أن تشكيل مثل هذه الميليشيات الإرهابية بحماية شرطة الاحتلال وبإشراف الحكومة اليمينية المتطرفة وبزعامة الإرهابي بن غفير هي دعوة صريحة وواضحة لاستهداف أبناء شعبنا، وهي تحريض على حمل السلاح بهدف القتل والإرهاب والتخريب المتعمد في محاولة لتهجير أبناء شعبنا من مدنهم وقراهم في الداخل المحتل؛ خاصة في النقب الصامد.
وطالبت الهيئة الوطنية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل من هذه الميليشيات التى تهدد بتفجير الأوضاع بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وسيؤدي إلى مواجهات دموية غير مسبوقة.
واعتبرت الهيئة أن سماح حكومة الاحتلال بهذه الجريمة يعتبر مشاركة فعلية لقادة دولة الاحتلال في التخطيط والتنفيذ لارتكاب المجازر ضد أهلنا في الداخل المحتل، مما يستدعي مواجهة هذه السياسات العنصرية من قبل مؤسسات حقوق الإنسان والمحاكم الدولية.
وأكدت الهيئة الوطنية أن جماهير شعبنا في الداخل المحتل وفي كل مكان لن تستسلم لهذه التهديدات وستواجه بكل قوه أية اعتداءات على أبناء شعبنا وممتلكاتهم وستدافع عن مدنها وقراها مهما كلف ذلك من ثمن، وأن شعبنا قادر على إفشال هذه المؤامرات والتصدي لها، وسيكون مصيرها كما مصير عصابات المستوطنين الأخرى التي فشلت في إرهاب شعبنا وترحيله عن أرضه ومن وطنه.
"كابوس تحقق"
واستقبل المحللون في وسائل الإعلام العبرية، "عملية بئر السبع" بصدمة مزدوجة، إذ قال الخبير العسكري الإسرائيلي أمير بار شالوم : "بالنسبة للشرطة فإن عملية بئر السبع بمثابة كابوس تحقق فعليا".
فيما ذكر موقع "واللا" العبري أن عملية بئر السبع هي الأقوى منذ 5 سنوات.
وقالت القناة 13 العبرية إن عيون الشرطة الإسرائيلية وجهاز الشاباك الإسرائيلي كانت متجهة نحو القدس والضفة الغربية تخوفا من عمليات، ولم تكن أية تقديرات أو معلومات عن عملية محتملة في بئر السبع.
"رُعب رمضان"
في ذات السياق، قال الصحفي يوسي يهشوع من صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن التقديرات الإسرائيلية عشية شهر رمضان كانت تتركز على الضفة الغربية والقدس، لم يتوقع أحد عملية كهذه.
بينما قال مراسل القناة "14" العبرية إن إسرائيل أكثر "دولة" غير آمنة بالنسبة لليهود، مستطردا : "للتذكير فإن المنظومة الأمنية وخاصة الشاباك تفاجئوا بما حدث خلال حرب غزة".
اقرأ/ي أيضا.. تقرير| مع اقتراب "رمضان".. كابوس "سيف القدس" يلاحق قادة الاحتلال
ولا يزال كابوس "سيف القدس" الذي استفاق عليه الكيان "الإسرائيلي" في شهر رمضان 2021، عالقًا في أذهان قادة الاحتلال مع اقتراب الشهر الفضيل في العام 2022؛ خشية تفجر الأوضاع في الساحة الفلسطينية إنطلاقا من القدس المحتلة.
ودفعت مخاوف الاحتلال الإسرائيلي من تصعيد أمني محتمل في الضفة والقدس وغزة خلال شهر رمضان المبارك المقبل، رئيس جهاز الأمن العام الشاباك "رونين بار" لزيارة واشنطن ولقاء مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية.
وركزت الزيارة على تحذير الاحتلال من انفجار الأوضاع في القدس والضفة في حال اقتحام أعداد كبيرة من المستوطنين للمسجد الأقصى فيما يسمى "بعيد البيسح" والذي يتزامن مع منتصف شهر رمضان المبارك.
وكان قائد "فرقة الضفة" العسكرية بجيش الاحتلال، قد حذر من تصعيد أمني في الضفة خلال رمضان. وقال إن "المواد القابلة للاشتعال موجودة في كل مكان بالضفة وما ينقص فقط عود ثقاب لتأجيج الأوضاع".