في ذكرى الانطلاقة الـ35

تقرير حماس.. الوحدة في ميدان القتال طريقٌ آلمَ الاحتلال ومازال!

فصائل المقاومة الفلسطينية

تقرير - شهاب

حرصت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" منذ تأسيسها عام 1987 على وحدة الشعب الفلسطيني بمختلف فصائله وقواه في كافة ميادين العمل الوطني والمقاوم، واعتبرتها المنطلق الأساسي والأول لمقاومة الاحتلال وتحرير فلسطين.

ومنذ انطلاقة الحركة، برز الشيخ الشهيد المؤسس أحمد ياسين رائداً للوحدة الوطنية الفلسطينية، فقد تميّز بخطاباته الوحدوية التي ما فتئ خلالها من دعوة القوى والفصائل كافة إلى الوحدة، والتي اعتبرها أقوى سلاح في مواجهة الاحتلال.

لم تذهب جهود الشيخ سُدى، فقد تضافرت جهود فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام في ميادين البطولة والفداء، ورسمت المقاومة لوحة عز مكللة بالمجد والفخار من خلال تنفيذ عشرات العمليات العسكرية المشتركة ضد الاحتلال منذ اندلاع انتفاضة الأقصى مطلع العام 2000م، وتوجهت هذه الجهود بتشكيل "غرفة العمليات المشتركة" في العام 2018.

وتتألف الغرفة المشتركة من 13 جناحًا عسكريًا تتبع لفصائل المقاومة الفلسطينية، وتهدف إلى تنسيق ردود المقاومة وتوحيدها على أي عدوان يُقدم عليه الاحتلال، وإدارة المواجهة بشكل متكامل من اختيار توقيت الرد، وآلية الرد، وتحديد أماكن الاستهداف وطبيعته، من أجل تحقيق الأهداف المشتركة للمقاومة وشعبنا الفلسطيني.

ومثّلت غرفة العمليات المشتركة تطورًا نوعيًا في العمل المقاوم في قطاع غزة من خلال قدرتها على إدارة المواجهة تحت قيادة موحدة قادرة على تحقيق درجة عالية من التنسيق بين الفصائل، وتوجيه النيران وفق ما يتطلبه الميدان.

وقد أجبرت غرفة العمليات الاحتلال خلال العدوان الذي أعقب عملية تسلل القوة الإسرائيلية الخاصة شرق خانيونس على العودة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار عام 2014م بعد ساعات فقط من الرد الموحد لفصائل المقاومة.

وعكست الغرفة المشتركة وعي المقاومة، وإيمانها بأهمية العمل المشترك في مواجهة أي تغول للاحتلال ضد شعبنا، والعمل على تظافر الجهود من أجل دحر الاحتلال عن أرضنا وتحرير مقدساتنا.

نماذج من العمليات المشتركة

آمنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" خلال مسيرتها بالعمل المشترك مع الفصائل كافة، وأكدت في وثيقة السياسات والمبادئ العامة على الشراكة الحقيقية من أجل بلوغ هدف التحرير السامي، فيما ترجمت ذلك على أرض الواقع في عدد كبير من العمليات العسكرية التي نفّذتها كتائب القسام بالاشتراك مع الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية.

وشهد تاريخ الخامس والعشرين من يونيو عام 2006م تنفيذ مجموعة مكونة من كتائب القسام وألوية الناصر وجيش الإسلام "عملية الوهم المتبدد" النوعية في موقع كرم أبو سالم العسكري، عبر أحد الأنفاق الهجومية المعدة مسبقًا لذلك.

وأسفرت العملية عن أسر الجندي "جلعاد شاليط" من داخل دبابته، ومقتل قائد الدبابة ومساعده، إضافة إلى إصابة ستة جنود آخرين، وتدمير دبابة ميركافاه وناقلة جند.

وقد مثّلت عملية التصدي لاجتياح جنين في أبريل عام 2002م، نموذجًا مثاليًا في العمل المشترك بين كتائب القسام وفصائل المقاومة، إذ جرت إدارة العملية من خلال قيادة عسكرية موحدة، تمكنت فيها من توزيع الأدوار والإمكانات بين عناصر المقاومة في أرض الميدان؛ ما كبّد الاحتلال خسارة أكثر من 23 جنديًا، وإصابة العشرات.

وفي يونيو عام 2003م، نفّذت كتائب القسام بالاشتراك مع سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى عملية اقتحام لموقع قيادة جيش الاحتلال في "حاجز بيت حانون" شمال قطاع غزة، وأسفرت العملية عن مقتل أربعة جنود.

وبعد عام، وفي المكان نفسه نفذت كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى في الرابع عشر من يناير عام 2004م عملية استشهادية نفذتها ريم رياشي، وهي أول استشهادية تُجندها كتائب القسام، وأدّت العملية إلى مقتل أربعة جنود وإصابة 10 آخرين، حسب اعتراف الاحتلال.

عملية ميناء أسدود

وفي تفوق أمني واستخباراتي للمقاومة، تمكنت كتائب القسام بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى في الرابع عشر من مارس عام 2004م، من تنفيذ عملية استشهادية نوعية، إذ اخترقت أمن الاحتلال، وأوصلت الاستشهاديَين نبيل مسعود ومحمود سالم إلى "ميناء أسدود"، حيث فجّرا نفسيهما داخل الميناء؛ ما أدّى إلى مقتل 11 صهيونيًا وإصابة أكثر من 20 آخرين، في حين وصفت أجهزة مخابرات الاحتلال العملية بالنقلة النوعية للمقاومة.

واستمرارًا في العمل المشترك بين القسام وفصائل المقاومة، نفذ الاستشهاديان خميس الغزالي من كتائب القسام، ومحمد الخروبي من ألوية الناصر صلاح الدين في التاسع والعشرين من نوفمبر عام 2004م عملية اقتحام موقع ملكة العسكري شرق مدينة غزة، واشتبكا مع جنود الاحتلال داخله؛ ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود حسب اعتراف العدو.

براكين الغضب

في الثاني عشر من ديسمبر عام 2004م، نفّذت كتائب القسام وصقور فتح "عملية براكين الغضب" النوعية، إذ فجرت عبوة كبيرة تزن (1300 كغم) من المتفجرات أسفل الموقع العسكري قُرب معبر رفح، ثم اقتحم منفذا العملية الموقع بعد خروجهما من نفق أعد مسبقًا لتنفيذ هذه العملية، واشتبكا مع جنود الاحتلال داخل الموقع؛ ما أدّى إلى تدمير الموقع بالكامل، ومقتل سبعة جنود وإصابة 13 آخرين حسب اعتراف العدو، فيما استشهد المجاهد المؤيد بحكم الله الأغا ابن صقور فتح، بينما تمكن المجاهد الآخر من الانسحاب، واغتنام سلاح من نوع .(mag)

وبعد شهر فقط، نفّذت كتائب القسام بالاشتراك مع ألوية الناصر صلاح الدين وكتائب شهداء الأقصى "عملية زلزلة الحصون"، وذلك في الثالث عشر من يناير عام 2005م، إذ اقتحم المنفذون الموقع العسكري في حاجز كارني شرق غزة، واشتبكوا مع الجنود داخله؛ ما أدى إلى مقتل 6 جنود وإصابة 5 آخرين، حسب اعتراف العدو.

كمائن مشتركة

أوقعت كتائب القسام ولجان المقاومة الشعبية، في الثاني عشر من يونيو عام 2006م، قوة إسرائيلية خاصة في كمين محكم شرق مخيم المغازي، ما أدى إلى مقتل ضابط صهيوني واغتنام بندقيته، وإصابة باقي أفراد القوة بجراح متفاوتة.

واستمر العمل المشترك بين كتائب القسام وفصائل المقاومة حتى تمكنت كتائب القسام وكتائب حماة الأقصى، في الرابع من أبريل عام 2008، من استهداف موكب وزير الأمن الداخلي لدى الاحتلال أفي ديختر بالقرب من كيبوتس نير عام شرق بيت حانون؛ ما أدى إلى إصابة مدير مكتب ديختر وعدد من مساعديه.

كما اشتركت كتائب القسام مع الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة في التصدي لعشرات الاجتياحات خلال انتفاضة الأقصى، وكذلك التصدي لعدوان الاحتلال على قطاع غزة خلال حروبه الثلاث، والذي تمثل في التنسيق والتعاون بين الفصائل وتبادل الخبرات والإمكانات، والإمداد العسكري.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة