قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين جميل مزهر، إنه "لا يحق لأحد وضع اشتراطات القبول بالشرعية الدولية لتحقيق المصالحة"، مضيفا: "نريد انتخابات في القدس ولكن دون إذن من الاحتلال".
وأضاف مزهر خلال مهرجان لإحياء ذكرى انطلاقة الجبهة الـ55 في ساحة الكتيبة بمدينة غزة، إنّ إحياءَنا ذكرى الانطلاقةِ تحتَ شعارِ "انطلاقتنا مقاومة"، لهو تأكيدٌ على ثوابتِ الجبهة، بأنّ لا قبلةَ لها سوى فلسطين، كلِّ فلسطين، وهي فرصةٌ لمكاشفةِ الجماهيرِ حولَ القضايا الملّحة كافّةً.
اقرأ/ي أيضا.. بالصور| الجبهة الشعبية تحيي ذكرى انطلاقتها الـ55 بمهرجان جماهيري في غزة
وتابع: "أزاحتْ الجبهةُ في هذا المؤتمر الخيارَ المرحليَّ عن الطاولةِ واعتبرتْهُ بوابةً للتنازلات، وعادتْ إلى خيارِها الاستراتيجيّ فلسطين كلّ فلسطين".
ووفق مزهر، تؤكّدَ الجبهة أنّه لا حلولَ ولا تسوياتٍ ولا مفاوضات، فإمّا فلسطين وإما النارُ جيلًا بعدَ جيل.
وتوجه بالتحية، في هذهِ المناسبةِ لمؤسس الجبهة الدكتور جورج حبش، "الذي أكّد لنا بكلّ ثقةٍ حتميّةَ زوالِ هذا الكيانِ الصهيونيّ المسخ"، وللشهيد أبو علي مصطفى "الذي قبض على الثوابت، المقاومِ الذي لم يساوم"، وللأمين العام الأسير أحمد سعدات، "صاحبِ الوعدِ الصادق، والموقفِ الراسخِ دفاعًا عن وطنِهِ وشعبِهِ وقضيّتِه".
كما حيّا، "المثقّفِ المشتبكِ الأوّلِ غسان كنفاني الأديبِ المقاتل، فما زالت أكتافُ الرجالِ تحملُ البنادق، وستبقى تشرقُ بها كلَّ صباح، لجيفارا غزّة ومن معه الذين حَولّوا قطاعَ غزّة إلى جحيمٍ تحت أقدامِ الغزاةِ الصهاينة".
ووجه مزهر التحية إلى "أبي هاني وديع حداد جنرالِ فلسطينَ الأوّل في البرّ والبحرّ والجوّ"، وقال: "ها هم رفاقُكَ يعاهدونك بأنّهم ما زالوا خلفَ العدوّ في كلِّ مكانٍ، لربحي حداد، فما زال مقاتلو جبلِ النارِ مقاومينَ مشتبكينَ ومدافعينَ عن بلدتِهم القديمة، وأبطالِ عمليّةِ إعدامِ زئيفي 17 أكتوبر، وعمليّات عين بوبين، ودير ياسين، فما زال كاتمُ الصوتِ صادحًا، محفّزًا الثوارَ لمزيدٍ من الابتكارِ والإبداعِ في أدواتِ المقاومةِ وأشكالِها؛ وشعارُهم: نسيرُ بصمت، نختارُ أهدافَنا بعناية، ومواقيتَنا بدقة".
كما وجه التحية إلى الطلّابِ البواسلِ في جبهةِ العملِ والقطبِ الطلابيّ، الذين يؤكّدون ثباتَهم فكرًا وعقيدةً وكفاحًا رغمَ ما يتعرّضون له من هجمةٍ صهيونيّةٍ شرسة، والمقاتلينَ في كتائبِ الشهيدِ أبو علي مصطفى .. الحرّاسِ على ثغورِ الوطن. وللمقاتلينَ الأوائلِ الذين أشرقوا مع القائدِ الأوّلِ خالد أبو عيشة والشهيدةِ الأولى شادية أبو غزالة، للمقاتلينَ الأمميّينَ الذين امتشقوا السّلاحَ من أجلِ فلسطينَ الرفيقُ كزوموتو ورفاقُهُ الشهداء، المناضل جورج عبدالله المعتقلِ في السجونِ الفرنسيّة.
وحيّا مزهر، المقاتل ظافر الإيراني منفّذُ أوّلِ عمليّةٍ استشهاديّةٍ بالحزامِ الناسفِ في تاريخِ الثورةِ الفلسطينيّة، التي نفّذها في سينما "حين" في قلبِ عاصمةِ الكيان في ضاحيةِ يافا المحتلّة.
كما توجه بالتحيّةِ إلى أسيراتِنا وأسرانا البواسلِ في سجونِ الاحتلالِ؛ القادة أحمد سعدات ومروان البرغوثي وحسن سلامة وبسام السعدي ووجدي جودة وباسم الخندقجي وإسراء الجعابيص.. وقافلةٍ طويلةٍ من أسرى الحريّة والكرامة.
وقال، نوجه إلى المفكّر وليد دقة ألف تحية من هذه الجماهير المحتشدة من أرض غزة، نقول له بأنك ستنتصر على هذا المرض اللعين كما انتصرت دومًا على السجان الصهيوني.
وأضاف، نقف إلى جانب المناضل الأسير وليد دقة بالضغط على السجان لإجباره على إطلاق سراحه، وحتمًا ستشرق شمس الحرية ليحتضن وليد ابنته ميلاد رغم أنف الاحتلال
وتابع، إنّنا ماضون في عملِنا لأجلِ صوغِ استراتيجيّةٍ وطنيّةٍ موحّدةٍ على أسسٍ وطنيّةٍ تتمسكُ بالمقاومةِ خيارًا رئيسيًّا وتحمي الحقوقَ وتضمنُ الحرّياتِ وتجسّدُ العدالةَ الاجتماعيّة، وتتصدّى لجماعاتِ المصالح، ولوبيّات الفساد.
وأردف، هذا على أساسِ عدالةٍ يتقاسمُ بها الفلسطينيّون تكاليفَ معركةِ التحرّر والبناء، وتحفظُ حقوقَ المهمّشينَ والفقراءِ والشبابِ والخرّيجين، وتدافعُ عن حقوقِ اللاجئينَ وتعزّزُ صمودَ شعبِنا في الداخلِ المحتلّ.
وأكمل مزهر، وفي هذا السياق.. نرفضُ الاعتقالَ السياسيَّ أيًّا كان ممارسوه، وتحت أيِّ ظرفٍ كان، ونقول: إنّ الحقوقَ والحرياتِ خطٌّ أحمرُ نحميها ونعليها في كلّ المراحل.
وقال، إنّنا ماضون مع كلّ الحريصينَ من القوى السياسيّةِ والمجتمعيّةِ والشخصيّاتِ الوطنيّةِ المستقلّةِ على تشكيلِ تيّارٍ وطنيٍّ وشعبيٍّ عابرٍ للجغرافيا والفئويّة؛ هدفُهُ استعادةُ الوحدة، وتنفيذُ اتفاقاتِ المصالحة، واستعادةُ وحدةِ الميدان.
وأضاف، يدُنا ممدودةٌ لإعادةِ بناءِ منظّمةِ التحريرِ الفلسطينيّةِ الممثّلِ الشرعيّ والوحيدِ لشعبِنا على أسسٍ وطنيّةٍ وديمقراطيّة، وعلى قاعدةِ الشراكةِ الوطنيّة.
وأشار إلى أنه، يجب الإفراجِ الفوريّ عن قرارِ احتجازِ إجراءِ الانتخاباتِ الشاملة، بما يعيدُ بناءِ النظامِ السياسيّ الفلسطينيّ، بما في ذلك وضعُ برنامجِ مواجهةٍ لسياساتِ حكومةِ الاحتلالِ اليمينيّة.
وقال، على هذا الأساس شعبُنا لن يكونَ رهينةً لأحدٍ وسيمضي نحو فرضِ الوحدة، ذهبنا إلى كل الدول لانجاز المصالحة، ولكن على ماذا نتحاور وقد اتفقنا على وثيقة الوفاق الوطني التي ثبتت القاسم المشترك لكل القوى السياسية، ولسنا بحاجة إلى التوسل لانجاز المصالحة، ولكننا بحاجة إلى الإرادة السياسية لتحقيق الوحدة الوطنية.
وتابع مزهر، البعض يضع اشتراطات القبول بالشرعية الدولية أو الرباعية الدولية كشرط للمصالحة ودخول منظمة التحرير أو الدخول في حكومة وحدة وطنية. لا يحق لأحد أن يضع اشتراطات أو يقابل كل الجهود باشتراطات، وليس من حق أحد مصادرة برنامج الآخر.
وقال، نريد انتخابات شاملة يشارك فيها الجميع ويجب ألا نمنح العدو وضع فيتو على إجراء هذه الانتخابات، نريد انتخابات في القدس، ولكن دون إذن أو تصريح من هذا الاحتلال ويجب أن نحول الانتخابات في القدس إلى معركة ومواجهة مع هذا الاحتلال.
وذكر مزهر، خلال كلمته أنّ هزيمةَ هذا العدوّ لن تكونَ إلا بالكفاحِ المسلّح، وبحربِ الشعبِ الشاملة، "فاليوم شعبُنا أقربُ من أيّ وقتٍ مضى لهذا المفهوم".
وأضاف، واجبُنا أن نبذلَ الدم وليس الكلمات أو الجهود، فحسب لتتصاعدَ حربُ الشعبِ ومقاومتُهُ في وجهِ عدوّه، وعلينا أن نترجمَ هذا الواجبَ من خلال:
- العمل الوطنيّ الجماعيّ والمشترك مع كلّ المقاومين، وعلى كلّ جبهاتِ النضالِ والمواجهة، فما لم نحقّقْهُ بالمقاومةِ سنحقّقُهُ بالمزيدِ من المقاومة. هذا خيارُ شعبِنا وإرادتُه. وهو طريقُنا لمواجهةِ المشروعِ الاستعماري الإحلالي الصهيوني.
- العمل من أجلِ تأمينِ الغطاءِ السياسي، وتوفيرِ الدعمِ والإسنادِ لمجموعاتِ المقاومة، وبما يُوسّعُ رقعةَ الاشتباكِ ونوعيّة المواجهة، وهذا يتطلّبُ منا ومن غيرنا تعزيزَ دعمِنا لحواضنِ المقاومة، وتعزيزَ أشكالِ الوحدةِ الميدانيّةِ سياسيًّا وكفاحيًّا.
- تشكيلُ جبهةِ مقاومةٍ موحدةٍ لمقاومةِ الاحتلالِ واجبٌ علينا وعلى كلّ الفصائل، أداةً لتطويرِ وأدامةِ الاشتباك، والردِّ على عدوانِ الاحتلال.
- إنّ معركةَ كسرِ الحصارِ عن غزة وعن كلّ شبرٍ محاصرٍ في الوطنِ المحتلِّ هي أولويةٌ من أولوياتِ الدفاعِ عن وجودِ شعبِنا ومقاومتِهِ وحواضنِها، ونعملُ مع الكلِّ الوطني لابتداعِ أساليبَ جديدةٍ للتصدي للحصار، قادرةٍ على إرغامِ الاحتلالِ لوقفِ حصارِه.
وقال مزهر، إنّ تصعيدَ المقاومةِ في الضفةِ خيارٌ استراتيجي، وعليه سنقاتلُ إلى جانبِ قوى المقاومةِ من أجلِ تحويلِ كلِّ بؤرِ الاستيطان لنقاطِ اشتباكٍ ومواجهة، إنّ الجبهةَ الشعبيةَ وقوى المقاومةِ لن تسمحَ بالاستفرادِ بأيِّ فلسطينيٍّ أو مدينةٍ أو قريةٍ أو مخيّمٍ في الوطن.
وتابع، واهم هذا العدو إذا اعتقدَ أنَّ مخططاتِ المجرمِ بن غفير يمكنُ أن تمرَّ دون فعلٍ يحوّلُ كلَّ ذرةٍ من ذراتِ الوطنِ إلى نارٍ تحرقُ الصهاينة.
وأردف، سنواصلُ مع القوى الحيّةِ في تسخيرِ كلِّ طاقاتِنا لإسنادِ نضالاتِ الحركةِ الأسيرةِ والعملِ الجادِ على تحريرِهم بالسبلِ والوسائلِ شتى، ستبقى الجبهةُ على الدوامِ صوتَ الجماهيرِ المسحوقةِ؛ تنحازُ دومًا للفقراءِ والعمالِ والفلاحين، لم ولن تقبلَ بسياساتِ الإفقارِ أو الإهمالِ أو التهميشِ لأيٍّ من أبناءِ شعبِنا في الوطنِ أو في الشتات.
وأكد مزهر، أن الجبهة ستقاتل لأجلِ انتزاعِ الحقوق المدنيّةِ والسياسيّةِ والاقتصاديّة، وستواصلُ الدفاعَ عن حقوقِ الجماهيرِ الشعبيّةِ ومصالحِها وتطلّعاتِها، مشددًا على أنها مستعدة للتضحيّةِ لأجلِها، وتتقدّمُ الصفوفَ في توحيدِ القضايا السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة وترابطِها بالانتماءِ للوطنِ والانحيازِ للفقراء.