خاص - شهاب
استعرض المختص في الشأن "الإسرائيلي" عادل ياسين، ثلاثة أسباب يرى أنها دفعت "إسرائيل" إلى المشاركة في "قمة العقبة" الأمنية الطارئة، اليوم الأحد مع القيادة المتنفذة في السلطة الفلسطينية، بحضور أمريكي مصري أردني.
وقال ياسين في حديثٍ خاص بوكالة (شهاب) للأنباء إن "قمة العقبة الأمنية" جزء من الرؤية الأمنية "الإسرائيلية"، وجاءت استكمالًا للاتصالات السرية والعلنية التي تقوم بها قيادات أجهزة أمن الاحتلال مع قيادة السلطة الفلسطينية.
وأضاف أن عقد هذه القمة رغم تعنت "إسرائيل" ورفضها أي مفاوضات سياسية يعني بأنها "قمة أمنية بامتياز" تجسد حقيقة دور السلطة واقتصاره على التعاون الأمني واعتراف ضمني من قبل "إسرائيل" بأهمية دورها باعتبارها ركيزة أساسية في منظومتها الأمنية.
وذكر أنه "بات من الواضح بأن الهدف الرئيس لهذه القمة هو إعادة الحياة للسلطة الفلسطينية ومساعدتها على استعادة سيطرتها على مناطق السلطة خصوصا نابلس وجنين في ظل تراجع شعبيتها ورفض الشارع الفلسطيني لسلوكها الأمني وعدم قدرتها على حماية الفلسطينيين".
والأهم من ما سبق، بحسب ياسين، هو اعتراف الاحتلال ضمنيا بأن أجهزته المختلفة، رغم إمكاناتها التكنولوجية والعسكرية لا تمتلك حلولًا للقضاء على جذوة المقاومة في الضفة الغربية، مستطردا: "لذلك تسعي من خلال هذه القمة مساعدة السلطة للقيام بهذه المهام نيابة عنها باعتبارها أقل تكلفة وأقل خطرا، بعد فشل جميع السياسات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية لخفض حالة التوتر".
ونوه ياسين إلى أنه "من اللافت للانتباه أن هذه القمة تعقد في ظل زيادة المخاوف من إمكانية تدهور الأوضاع والدخول في مرحلة تصعيد مع اقتراب شهر رمضان الذي أصبح يشكل كابوسًا لإسرائيل وأجهزتها الأمنية، التي باتت تخشى من تكرار سيناريو معركة القدس الذي أظهر فشل كيان الاحتلال أمنيا وعسكريا".
"ثلاثة أسباب"
وذكر أن الجهود التي تقوم بها "إسرائيل" على الصعيدين الإقليمي والدولي لتجنب الدخول في مرحلة تصعيد هو نتاج لقراءة الواقع والمتغيرات التي طرأت على الساحة، أولها، انتشار ظاهرة الخلايا المسلحة وجرأة المقاومين التي تجلت باستمرارهم في المواجهة حتى الرمق الأخير، ورفضهم تسليم أنفسهم وأسلحتهم، وثانيا، زيادة التفاف الشارع الفلسطيني حول المقاومة واستعداده للتضحية وحماية المقاومين، وثالثا، قدرة المقاومة في غزة على تثبيت معادلة الربط بين الساحات. وفق ياسين.
وتابع إن "هذه المتغيرات وتزامنها مع استمرار حالة التوتر تشكل رادعًا حقيقيا وفعالًا أمام "إسرائيل" دفعها للبحث عن مخرج آمن يتمثل بإعادة الحياة لأجهزة أمن السلطة ومساعدتها للقيام بدورها التقليدي، ما يمنح "إسرائيل" فرصة لتجنب الدخول في مواجهة عسكرية في ظل الظروف الحساسة التي تمر بها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا".
وكانت وسائل إعلام عبرية، قد كشفت أن "قمة العقبة" ستبحث محاولة وقف التصعيد، وحالة المقاومة المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة قبل وخلال شهر رمضان المبارك بشكل خاص، موضحة أن هدفها التأثير على الموقف الفلسطيني للسلطة، وتقديم مغريات ومخطط عملي لهم، وإقناعهم بأن هناك فرصة للتغيير.
اقرأ/ي أيضا.. تقرير| بمشاركة السلطة.. اجتماع أمني طارئ في العقبة "لإنقاذ إسرائيل"!
وتأتي هذه القمة عقب العدوان الإسرائيلي على نابلس، الأربعاء الماضي، الذي أسفر عن استشهاد 11 فلسطينيا وجرح أكثر من 100 آخرين، ومن بينهم ابن حركة حماس المجاهد حسام بسام اسليم 24 عاماً أحد مقاتلي مجموعات عرين الأسود.
وتعد بداية هذا العام هي الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ عام 2000 على الأقل، حيث لم يتم تسجيل هذا العدد من الشهداء خلال الشهرين الأولين في الأعوام الـ 22 الماضية.
ولم تتوقف المقاومة الفلسطينية ردًا على هذه الجرائم الاحتلالية، إذ قُتل 14 مستوطنًا منذ بداية عام 2023 في عمليات بطولية نفذها فلسطينيون في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، والتي كان آخرها عملية إطلاق النار في حوارة جنوب نابلس اليوم الأحد وأسفرت عن مقتل مستوطنين.