خاص - شهاب
باتت جرائم سرقات البنوك تتكرر بشكل شبه شهري في محافظات الضفة الغربية المحتلة، الأمر الذي يزيد من افتقاد المواطنين للأمن والأمان في ظل عدم قيام أجهزة السلطة بدورها وانشغالها في ملاحقة المقاومين وتعزيز وتقوية التنسيق الأمني مع الاحتلال.
وتعرض فرع لأحد البنوك الفلسطينية العاملة في بلدة نعلين غرب رام الله، وسط الضفة الغربية، صباح اليوم الثلاثاء، لسطو مسلح من قبل مجهولين وسرقوا مبلغا ماليا كبيرا.
ويضاف هذا الحادث إلى حوادث سطو أخرى وقعت منذ بداية العام الجاري في عدة مناطق من الضفة الغربية، ووصلت إلى تسعة حوادث سطو مسلح، ثمانية منها على بنوك، وواحد على محل لبيع الذهب والصياغة والمجوهرات.
قلق متزايد
صاحب أحد محلات الصرافة في رام الله بلال شكري، قال إن "الناس بدأت تشعر بالقلق جراء الارتفاع في هذه العمليات، فأصبح المواطن يسمع بين الفترات المتقاربة عن هذه العمليات، ورغم أننا في السابق كنا نسمع عنها في مرات نادرة وقليلة جدا".
وأضاف شكري لـ(شهاب) أن "هذه المهنة أصبح يصاحبها الخوف الدائم على النفس، جراء ما نسمعه من أحداث، وتحصل بالقرب من مراكز الأمن والسيادة الفلسطينية كما تسميها السلطة، ولكن كل هذا لا نراه على أرض الواقع".
وأكد أنه أصبح فعليا يفكر بتحصين المحل بأكثر مما هو عليه الآن. وقال: "رغم أنني أتخذ الإجراءات المناسبة من تحركات وتحصين للمحل، لكنني قررت زيادة ذلك. هذه مصاريف كلها على عاتقي. لو كان هناك أمن بحق لا نفكر بذلك".
واعتبر شكري أن جميع ما يحصل تتحمل مسؤوليته السلطة في رام الله، لأنها فقط تفكر بكيفية جني الأموال من جيوب المواطنين "ضرائب وعائدات وسلاح ورجال أمن بالآلاف ولكن عندما يتعلق الأمر بالمواطن وأمنه لا نراهم".
اختصاص ملاحقة مقاومين!
أما الناشط ياسين عز الدين، عقب قائلا إن "تزايد سرقات البنوك في الضفة نتيجة طبيعية لتدهور الوضع الاقتصادي وتشجيع السلطة للنشاطات الإجرامية"، موضحا أن أكثر العصابات الإجرامية لها علاقات مع أشخاص داخل السلطة وأجهزتها الأمنية.
وذكر الناشط عز الدين في تغريده عبر حسابه على (تويتر) أن "أمن السلطة اختصاص ملاحقة مقاومين فقط لا غير".
كما اعتبر الباحث وائل رمضان، أن السلطة لا تبذل جهودا لمكافحة الجرائم بالضفة، كما تفعل حينما يتعلق الأمر بملاحقة المقاومين.
وقال رمضان لـ(شهاب) أن الميزانية التي تصرف للأمن هي الأعلى تقريبا في موازنة السلطة "لكن الهدف الأول والأسمى لهذه الأجهزة هي ملاحقة المقاومة والمقاومين، ومراقبتهم وملاحقتهم ومتابعتهم والتجسس عليهم".
عصابات مرتبطة بالسلطة!
ولم يتفق بأن "السلطة مكبلة بحسب الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال"، مستطردا: "لو أرادت السلطة اعتقال أي فلسطيني في المناطق الخاضعة للسيطرة الأمنية من قوات الاحتلال، فإنها تستطيع وبسلاسة، وفعلت هذا كثيرا لكن حينما تعلق الأمر بالمقاومة وحركة حماس فقط".
وتوقع رمضان أن تشهد مناطق الضفة ارتفاعا في مثل هذه الجرائم، أكثر مما يحدث حاليا؛ "لأن هناك عصابات مرتبطة فعليا بالسلطة وتخضع لحمايتها، لأنها نفس العصابات التي تستخدمها السلطة ضد من تريد من مخالفيها للرأي وترسل بهؤلاء الزعران للانتقام منهم وإطلاق النار عليهم".
اقرأ/ي أيضا.. شديد: اعتداء أمن السلطة على الكاتبة خاطر وزوجها بالخليل بلطجة وسلوك عصابات غير مقبول
اقرأ/ي المزيد.. "الأحرار": اعتداء السلطة على مسيرة نابلس "عمل عصابات"