تحليل خاص| الاحتلال يختبر ضم الضفة ميدانيًا.. والمخيمات في عين العاصفة

خاص /  حمزة عماد

قال المختص في الشأن الإسرائيلي، عزام أبو العدس، إن شمال الضفة الغربية تُعتبر نقطة التجربة التي تريدها "إسرائيل" لاختبار ما يمكن القيام به في الضفة، ومعرفة حدود قدرتها وقوتها فيها، مضيفًا أن ما تتعرض له الضفة يأتي ضمن مخطط استيطاني تهويدي.

وأوضح أبو العدس، خلال حديث خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن ما يحدث في شمال الضفة الغربية يندرج في إطار التهجير، وإنهاء قضية اللاجئين، وتفكيك المخيمات، والقضاء على الظاهرة المسلحة تمامًا.

وأضاف أن "إسرائيل" تسعى من خلال عملياتها في شمال الضفة الغربية إلى تحقيق هدفين رئيسيين، الأول هو ضمان أمن المشروع الاستيطاني القادم، مشيرًا إلى أن الخطة المطروحة من قبل الحكومة المتطرفة تقضي بأن تكون الضفة أكثر أمانًا من "تل أبيب" نفسها.

وبيّن أبو العدس أن تحقيق الأمن الكامل في الضفة لن يتم إلا بالقضاء التام على المقاومة، مشددًا على أن هذا هو ما تفعله "إسرائيل" حاليًا في شمال الضفة، تمهيدًا لضمها بالكامل.

ولفت المختص في الشأن الإسرائيلي إلى أن الهدف الثاني من عمليات الاحتلال في شمال الضفة هو تجربة لما ستقوم به لاحقًا في جميع أنحاء الضفة الغربية، موضحًا أن إنهاء المخيمات، وشق الطرق، وحفر المحاور التي تسهل تحركات جيش الاحتلال، وفرض السيادة الفعلية على الضفة، هو ما يسعى إليه الاحتلال حاليًا لتعزيز قبضته الأمنية.

وتابع أبو العدس حديثه قائلًا: "الاحتلال يحاول إقامة نقطة عسكرية دائمة داخل جنين، وهذا لم يحدث منذ اتفاق أوسلو أو حتى قبله، ما يعني أننا أمام واقع جديد، حيث إن ما ستنجح إسرائيل في فرضه الآن سيشكل الأساس لمستقبل الضفة الغربية بأكملها".

وأضاف أن مستقبل الضفة يسير نحو تسوية قضية المخيمات، وإنهاء دور الأونروا، وشطب قضية اللاجئين، إلى جانب تشديد القيود على الوجود الفلسطيني في الضفة، والعمل على إفشال الوضع الاقتصادي والمعيشي فيها، وتحويلها إلى بيئة طاردة للسكان.

وفي ظل استمرار العدوان في شمال الضفة الغربية، وتحديدًا في جنين وطولكرم، تتزايد الدعوات الدولية لوقف التصعيد وحماية المدنيين الفلسطينيين، ولا سيما في المخيمات، وسط مخاوف متصاعدة من تفاقم الأوضاع الإنسانية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة