ترتفع درجات الحرارة في البلاد ويتزامن ذلك مع الصيام في شهر رمضان، كيف تؤثر أجواء الحر الشديدة على الصيام وما هي سُبل الوقاية من التأثير السلبي؟
قد يكون صيام شهر رمضان خلال أيام الحر متعبًا ويزيد من بعض المضاعفات غير المرغوب بها كالأمراض الناتجة عن الإجهاد الحراري، أو الجفاف أو الإجهاد خاصة نتيجة نقص الماء والتغذية.
ولكن من خلال بعض الإجراءات التي يمكن للصائم اتباعها قد يتفادى أي مخاطر محتملة.
الابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة
يُفضل في شهر رمضان أن يتم تجنّب أشعة الشمس والحفاظ على البقاء داخل المنزل لأنه أكثر برودة من الخارج، أما من يخرج من البيت اضطرارا إلى العمل وأمور أخرى، فعليه؛ المشي في الظل، وتجنب أشعة الشمس من الساعة 11 صباحًا حتى 3 بعد الظهر، ووضع قبعة كبيرة لتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس.
الملابس المناسبة
يُوصى بارتداء الملابس فاتحة اللون، لأن هذه الألوان الخفيفة من شأنها توفير مستوى راحة أكبر للأشخاص وشعور أفضل خلال فترات الصيف في شهر رمضان تحديدًا، لأن الملابس التي تمنع العرق من التبخر وتبقيه على الجلد ترفع من درجة الحرارة بصورة أكبر، يسبب الأرهاق أكثر للصائم.
ممارسة الرياضة مفيدة، ولكن...
تعتبر ممارسة الرياضة في شهر رمضان من أهم العوامل التي تفيد الجسم، وتكسبه النشاط والحيوية وتحافظ على رشاقته، كما أنها تقلل من خطر الإصابة بالكثير من الأمراض، إلا أن المعضلة تبقى في اختيار الوقت المناسب لممارسة الرياضة خلال شهر رمضان، ما بين قبل الإفطار وخلال ساعات الصوم أم بعد الإفطار ليلا؟
يؤكد الأطباء أن ممارسة الرياضة قبل الإفطار لها فوائد عديدة على صحة الإنسان، من ضمنها فقدان الوزن من الأنسجة الدهنية الموجودة به، وهو ما يظهر بشكل إيجابي على صحة الفرد، لذلك ينصح الصائم في رمضان بممارسة الرياضة في رمضان، لفوائدها العديدة على صحة وسلامة الجسم، والمحافظة على توازن مكوناته من سوائل وعضلات ودهون وعظام، كما أن للرياضة دورا كبيرا في الحماية من أمراض عصر الهضم وسوء استغلال الطعام خلال شهر رمضان، فالرياضة قبل الإفطار تعمل على حرق الدهون المخزونة وزيادة كفاءة الكبد وتنشيط عملية التمثيل الغذائي، كما تعمل عملية الحركة والنشاط على تنشيط عمليات الأكسدة وأنظمة إنتاج الطاقة في الجسم، وزيادة كفاءة الجهاز الهضمي وتخليص الجسم من الشحوم والمحافظة على وزن الجسم الصحي خاصة بعد الأكلات الرمضانية الغنية بالكثير من الدهون والسكريات.
لكنّ، الصيام والرياضة في ظل طقس شديد الحرارة، أحيانا يدعو الصائم للتروي قبل الإقدام على ممارستها، إنَّ الجسم يستمد الطاقة من الغذاء المخزن في الجسم على هيئة جلايكوجين وفي حالة الصيام ينخفض مصدر الطاقة الأساسي، وبالتالي سيلاحظ الشخص انخفاض في الأداء وقد يشعر بالتعب وهذا يتعارض مع قدرة الشخص على إكمال الصيام.
ويصبح الأمر أكثر تعقيدًا في حال ممارسة الرياضية في الطقس الحار، فيحاول الجسم التكيّف مع التغيرات الطارئة ويُرسل كميات كبيرة من الدم إلى البشرة مما يجعل كمية الدم في العضلات أقل وهذا يرفع من معدل ضربات القلب، وقد يؤدي ذلك إلى مجموعة من الأمراض المتعلقة بالحرارة.
الابتعاد أو تجنّب تناول الأطعمة التي تسبب العطش
نوّهت الأستاذة في قسم أمراض الغدد الصماء والسكري والتغذية في كلية الطب بجامعة بوسطن، كارولين أبوفيان، إلى أنه "عندما تتناول السكر، ينتقل إلى المعدة ومن ثمَّ مجرى الدم وبمجرد حدوث ذلك ينتقل الماء من الخلايا إلى الدم لإبقاء الجسم في حالة توازن مما يجعل الخلايا تُرسل إشارات للدماغ تشير للحاجة بالمزيد من الماء"، هذا يعني أنَّ ما نأكله قد يؤثر على مستويات العطش في الجسم، ومن أهم الأطعمة التي تزيد من الشعور بالعطش هي السكريات.