تسود مخاوف لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال من تزايد الجرائم الإرهابية التي ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين، بسبب استنزافها لطاقات جيش الاحتلال "الإسرائيلي" وجهاز "الشاباك"، وتهديدها للوضع الأمني في المنطقة، بحسب ما أفادت به صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.
وأوضحت "يديعوت" اليوم الخميس، أنه بالتزامن مع التوتر الأمني في شمال الضفة، هناك أيضاً زيادة في الجرائم الإرهابية التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين، وتشمل إحراق الممتلكات والمواجهات التي تصل إلى حد محاولة تنفيذ القتل العشوائي، مبيناً أنه منذ بداية الشهر الحالي، وقع 81 "حادثة احتكاك ومواجهات" بين مستوطنين وفلسطينيين، ونحو نصفها وقعت في الأيام العشرة الماضية.
ويُعتقد أن التصاعد في الاعتداءات حالياً مُرتبط بموسم قطف الزيتون الذي يشهد سنوياً تصاعداً في اعتداءات المستوطنين على قاطفي الزيتون الفلسطينيين، لكن ليس هذا السبب الوحيد لتصاعد الاعتداءات في الوقت الحالي.
وبيّنت أن أحد الجوانب المركزية للظاهرة التي تُقلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هو مُبادرة المستوطنين لتنفيذ إجراءات انتقامية لتصفية الحساب مع الفلسطينيين، وقناعتهم أن ما يفعلونه مشروعاً، وهذا يُشكّل ضرراً جسيماً على الأمن في المنطقة، خاصة في ظل الخطاب التحريضي السائد حالياً مع اقتراب الانتخابات العامة الإسرائيلية، وهو سببٌ آخر للاعتداءات.
وحاولت الصحيفة العبرية ربط الاعتداءات بمستوطنين قاصرين وشبان في مُقتبل العمر، خلافاً للحقيقة التي كشف عنه مصدرٌ عسكريٌ لصحيفة "هآرتس" قبل أيام، بأن الاعتداءات مؤخراً أصبحت تتسم بالطابع الجماعي، ويُشارك فيها النساء وكبار السن والبالغون.
ولم يتم توجيه أي لائحة اتهام ضد المستوطنين الذين طالت اعتداءاتهم حتى نشطاء السلام الإسرائيليين، فمؤخراً أظهر مقطع فيديو اعتداء مجموعة من المستوطنين على ناشطة سلام إسرائيلية سبعينية، ولم يتم اعتقال الجُناة.
كما تم الإفراج عن المستوطنين الذين اعتدوا على قائد كتيبة المظليين قرب نابلس قبل عدة أيام.