خاص – شهاب
قُوبّلت تصريحات رئيس الحكومة في رام الله محمد اشتية، بِعودة جميع المُعلمين إلى العمل باستثناء عدد قليل، بموجة واسعة من السخرية والتهكم على منصات التواصل الاجتماعي.
وقال اشتية في مستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة اليوم الإثنين، "قبل أيام وقّعنا اتفاقيات مع النقابات، وتجاوبنا مع مطالبهم وعاد الجميع إلى العمل عدا عدد من المعلمين، وكان المعلمون يُطالبون بتثبيت العلاوة على قسيمة الراتب، وقد وافق مجلس الوزراء على ذلك".
تصريحات اشتية والتي لا تمس للواقع بصلة، جاءت بالتزامن مع تظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف المعلمين في مٌحيط مقر رئاسة الوزراء في رام الله، للمُطالبة بحقوقهم، داعيين رئيس الحكومة إلى الاستجابة لمطالبهم بتشكيل نقابة ديمقراطية، ومهنية للتعليم، وإضافة 15% على طبيعة العمل وصرف راتب كامل، وربط الراتب بغلاء المعيشة.
نشطاء ومغردون عبر مواقع التواصل استهجنوا تصريحات اشتية وردوا عليها بلغة ساخرة، مُشيدين في الوقت ذاته باصرار المٌعلمين على المُطالبة بحقوقهم كاملة.
المحلل والكاتب السياسي فايز أبو شمالة غرّد مُتسائلًا ردًا على تصريحات اشتية: "كيف نُصدّق رئيس الوزراء اشتية بأن المعلمين قد أنهوا إضرابهم، وهؤلاء هم المعلمون والمعلمات يعتصمون أمام مقر رئاسة الوزراء في رام الله؟".
كيف نصدق رئيس الوزراء اشتية بأن المعلمين قد أنهوا إضرابهم، وهؤلاء هم المعلمون والمعلمات يعتصمون أمام مقر رئاسة الوزراء في رام الله؟ pic.twitter.com/vrGyzsXPak
— د.فايز أبو شمالة (@fayez2013851) March 13, 2023
وعقّب الناشط السياسي ياسين عز الدين على وصف اشتية بما يحصل بـ"الخطير"، بأنه يدل على أنه بدأ يستشعر حجم الورطة التي وقعت بها السلطة، مُضيفًا "سياسة الاحتواء لم تعد مُجدية".
عشرات الآلاف زحفوا اليوم إلى رام الله، معلمون ومتضامنون معهم، رغم كل إجراءات أمن السلطة والحواجز المشددة على مداخل رام الله وباقي المدن.
— yaseenizeddeen (@yaseenizeddeen) March 13, 2023
رئيس وزراء السلطة محمد اشتية وصف ما يحصل "بالخطير" وهذا يدل على أنه بدأ يستشعر حجم الورطة التي وقعت بها السلطة، فسياسة الاحتواء لم تعد مجدية. pic.twitter.com/1IHQsb9tjU
بينما استهجن الناشط علي المدهون قيام أجهزة السلطة الأمنية بوضع الحواجز وإنزال المُعلمين المُعتصمين من المركبات، مُغردّا بأسف "أصبح الساقط يُهين المعلم في دولة المافيا".
- شي مش مهم .. ساقط بلباس أمني يوقف عدد من المعلمين لـ منعهم من الانضمام للاعتصام المركزي في رام الله طبعاً بتوجيهات زعيم العصابة محمد اشتية..
— علي سمير المدهون 𓂆 🇵🇸 (@ali_sameer94) March 13, 2023
أصبح الساقط يهين معلم في #دولة_المافيا#فريق_مجاهدون #حراك_المعلمين pic.twitter.com/xG0O1GnoGV
الناشطة فدوى عمر، غردّت باستهجان كبير: "اشتية عارف انو تصريحاتو عبيطة وعارف إننا مش شعب عبيط وأهبل، بس فرعون لما شاف سحيجتو كثار قال أنا ربكم الأعلى وبدكم تقتنعوا بهذا الشي غصبًا عنكم".
وأضافت: "والله والله أنا كفلسطينية خجلانة من نفسي أمام العالم كلو إنو أمثال هؤلاء يتحدثون باسمنا ويحكموننا، يارب اكسر شوكتهم".
اشتية عارف انو تصريحاتو عبيطة وعارف اننا مش شعب عبيط وأهبل
— فدوى عمر 🇵🇸 (@fadwaoma) March 13, 2023
بس فرعون لما شاف سحيجتو كثار قال انا ربكم الأعلى وبدكم تقتنعو بهذا الشي غصبن عنكم
والله والله أنا كفلسطينية خجلانة من نفسي أمام العالم كلو إنو امثال هؤلاء يتحدثون باسمنا ويحكموننا !!
يارب اكسر شوكتهم#فلسطين #جنين
بدوره، كتب الناشط محمد دراغمة مُتهكمًا على تصريحات اشتية: "شكل رئيس حكومتنا الرشيدة ضعيف في الرياضات، أو إللي مرر إله ورقة الملاحظات في العدد غشّه".
من جهته، تساءل عميد شؤون الطلبة السابق في جامعة الخليل، د.خليل ذباينة: "بعد هذا الجمع الحاشد والذي لا يُمثّل إلا الجزء اليسير من المُعلمين المُضربين.. ماذا بقي يا حكومتنا الرشيدة؟".
وأكمل: "انصفوا المعلم واعطوه حقوقه، ولا تلتفتوا لهرطقات السحيجة والذين سيدفنون في مزابل التاريخ.. كرامة المعلم فوق الجميع".
حساب موسوم باسم "سواد بخت" نشر صورة للاعتصام الحاشد لنقابة المعلمين في رام الله، وكتب مُتهكمًّا: "سلفي لبعض المعلمين الي قال عنهم اشتية".
واستهزأ علي عبيدات من تصريحات رئيس حكومة رام الله وعلّق: "البضع باللغة العربية من ثلاث إلى سبعة، البضع عند السلطة الفلسطينية من ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف".
بينما أشاد الصحفي عقيل عواودة بإصرار المعلمين على المطالبة بحقوقهم، مُغردًا: "المُعلمون بكل يوم بيعطونا دورس جديدة في كيفية انتزاع الحقوق، عليكم أن تطمئنوا على أولادكم و الجيل كله لأنه بين أيديهم الأمينة والعظيمة".
وأضاف: "من يصرخ مُطالبًا بحقه لن ينتج إلا جيلًا عظيمًا".
أما فادي زياح أكد عبر حسابه على الفيسبوك، أن كرامة المعلم المادي والمعنوي يجب أن يكون أفضل من حياة كل الوزراء، لأنهم هو من جعلهم يتكلمون باسمه .
واعتصم المعلمون في محيط مجلس الوزراء، بينما كانت تُعقد الجلسة الأسبوعية للمجلس، وهم يرددون هتافات تطالب بصون حقوق وكرامة المعلم، وتحقيق مطالبه بالعيش الكريم ومهنة التعليم، وإجراء انتخابات لممثلي المعلمين.
وأدّى المعلمون قسمًا، أكدوا فيه على تمسكهم بحقوقهم، وبتشكيل نقابة مستقلة، وعدم "التخاذل والرجوع والمساومة"، حتى تحقيق ذلك.
وتشهد الفترة الراهنة، سلسلة من الإضرابات والفعاليات النقابية الاحتجاجية التي تعصف بحكومة اشتية التي اتبعت سياسة المماطلة والتأجيل، إذ تستمر نقابة المحامين والمعلمين ونقابة الأطباء والمهندسين خطواتها النقابية.
وكان اشتية أعلن يوم الإثنين 6 مارس 2023، عن مبادرة بصرف 5% من قيمة الراتب الأساسي للنقابات، لكنها قُوبِلت برفض شديد وتصعيد من النقابات وحراك المعلمين الموحد 2022، حيث وُصِفت بأنها "كارثة وليست حلًا أو مخرجًا للأزمة كما يرى رئيس الوزراء".