خاص – شهاب
بينما تنشغل عناصر أجهزة أمن السلطة في ملاحقة واعتقال المقاومين والنشطاء والطلبة الجامعيين، تشهد محافظات الضفة الغربية تصاعدًا ملحوظًا في حالات الفلتان الأمني، وسط غياب واضح لتلك الأجهزة في ضبط الأمن ومنع تدهور الأمور.
ونفّذ مسلحون مجهولون ظهر اليوم سطوًا مسلحًا على البنك الوطني في بلدة عقربا جنوب نابلس وسرقوا مبالغ مالية كبيرة منه، تزامنًا مع عدم تقديم المتحدث باسم الشرطة أي تفاصيل واضحة حول الحدث وهوية اللصوص.
حالة السطو المسلح هذه لم تكن الأولى، بل سبقتها حالات مشابهة خلال شهر ابريل/ نيسان الجاري، أبرزها السطو المسلح الذي شهده البنك الإسلامي العربي في الخليل، وسرقة 8 كيلو ذهب خلال سطو مسلح في بلدة الظاهرية، وإطلاق النار على الأسير المحرر ماهر برقان في الخليل، واندلاع اشتباكات مسلحة في شجار عائلي شارك فيه عناصر من السلطة بمخيم الفارعة بطوباس، إضافة إلى إحراق مركبة عضو مجلس بلدية نابلس مؤيد دويكات، إضافة إلى العديد من عمليات إطلاق النار والعربدة والسطو المسلح.
واعتبر الناشط السياسي عبد الله شتات أن ما يحدث في الضفة الغربية هو فلتان مصطنع ومُوجّه من قِبل عناصر بالسلطة، الهدف منه أن يبغض الناس حالات المقاومة المتصاعدة، لِتخلق مبرًرا لها باعتقال من يحمل السلاح باستثنائهم.
وأوضح شتات في حديثٍ خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن أحداث الفلتان الأمني يقوم بها أشخاص مدفوعين من جهات محسوبة على السلطة، بهدف خلق الفوضى في الضفة الغربية وتخويف المواطنين من وجود سلاح بغير يد الأجهزة الأمنية وعناصر حركة فتح.
ولفت إلى أن الدليل على ذلك هو عدم إجراء السلطة لأي تحقيق جديّ وعدم القبض على الجُناة رغم وجود دلائل حقيقية في حالاتٍ كثيرة، منها محاولة اغتيال الدكتور ناصر الدين الشاعر، في شهر يوليو/ تموز من العام الماضي، وذلك على الرغم من معرفة السلطة لهوية الجُناة.
وتابع شتات: السلطة تعتقد أن وقوفها خلف أحداث الفلتان سيجعلها تنجح في تعزيز مكانة الأجهزة الأمنية بنفوس المواطنين، عند حدوث الخلافات الكبيرة وحالات السطو المسلح.
ووفق الناشط شتات، فإن السلطة معنية بوجود فئة "مافيا" في الضفة الغربية، لضمان استمرار إرهاب المواطنين وتحذيرهم من الالتفاف حول المقاومة، مُردفًا "السلطة لا تطلق النار على أرجلها ولا تقوم باعتقال من يجعل منها موضع نصرة بالنسبة للمواطنين".
وقال شتات إن "القيادة المتنفذة في السلطة تعي جيدًا أن الفصائل الفلسطينية وتحديدًا حركة حماس لن تذهب باتجاه أن ترد الصاع صاعين، ولن تطلق النار على من أطلق النار عليهم".
وأضاف أن هذه السلطة هي سلطة وظيفية بالأساس، قائمة على عقيدة السلام وعدم وجود مقاومة وتعمل على حماية المستوطنين، وبالتالي وظيفتها الأساسية تكمن في منع حالات المقاومة بقدر الإمكان.