نشطاء: اختبئوا كالفئران خلال عدوان جنين

"الزعران".. ورقة السلطة لإرهاب المواطنين بثوب كتائب الأقصى

مسلحون من حركة فتح يظهرون في شوارع الضفة لتجديد بيعتهم لمحمود عباس

بعد أن تأكدوا من نبذ الشارع لهم وطرد بعضهم من مخيم جنين، تحاول قيادة حركة فتح أن تستعيد زمام المبادرة وفرض سطوتها على الشارع الفلسطيني، وهذا المرة تستعين بمسلحين تابعين لها يرتدون ثوب كتائب شهداء الأقصى.

وبمناسبة الحديث عن كتائب شهداء الأقصى، فهذه الكتائب تم حلها بقرار رسمي من رئيس السلطة محمود عباس، وتم شراء أسلحة مقاتليها منذ العام 2005، وبات أي عمل مقاوم يخرج باسمها في سياق العمل الفردي الذي يتعارض مع نهج السلطة الرسمي المندمج تماما مع مقتضيات التنسيق الأمني ومحاربة المقاومة.

لكن يبدو أن قيادة فتح تريد اللعب على وتر نظرية المؤامرة ووجود استهداف مخطط لها ضدها، لذا تحاول هذه المرة أن تطلق رصاصتها الأخيرة عبر بث روح الحقد في صفوف أبناء حركة فتح وحشدهم ضد الفصائل الأخرى سعيا لمنع تدهور شعبية فتح وخاصة بعد العدوان على جنين.

وخلال الساعات الماضية، خرجت في عدد من مدن الضفة مسيرات مسلحة لعناصر الأجهزة الأمنية وهم يرتدون ملابس ويحملون عتاد كتائب الاقصى، وراحوا يوزعون التهديدات في كل الاتجاهات ولكل المعارضين لنهج السلطة، بينما يدرك الشارع تماما أن هؤلاء مزيفون خارجون عن سياق الحالة الوطنية التي شكلت مقاومة الشعب الفلسطيني.

وما يعزز هذا الاتجاه هو خروج قيادات فتح وآخرهم عضو اللجنة المركزية توفيق الطيراوي في احتفال جماهيري برام الله لكي يطالب كتائب شهداء الأقصى بالدفاع عن الأجهزة الأمنية وقيادة حركة فتح في وجه ما اعتبرها مؤامرة ضدهم.

ورغم أن جنين التي يفترض بأنها جزء من سيادة وسيطرة السلطة تعرضت لعدوان همجي وبربري قبل أيام، لم يسمع الفلسطينيون أي نداءات من الطيراوي أو غيره من قيادات فتح لاستنهاض كتائب الأقصى للدفاع عن جنين، وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة حول الغرض من هذه الدعوة.

ويمكن بسهولة ملاحظة أن ما تقوم به قيادة فتح هو دعوة مباشرة للاحتراب الأهلي، إذ أن وتيرة القمع والتغول سترتفع خلال الفترة القادمة، وستستخدم السلطة زعرانها تحت عباءة كتائب الأقصى لكي تعتقل وتلاحق من تشاء وربما يصل الأمر لعمليات اغتيال مقصودة لإرهاب الشارع الفلسطيني.

وتفاعل المواطنون مع دعوة الطيراوي لحمل السلاح والدفاع عن قيادة حركة فتح، حيث تساءلوا عن سبب غياب مثل هذ العنتريات عن مدن الضفة التي تتعرض للعدوان يوميا، مشيرين إلى أن قيادة فتح تخشى من انتفاضة ضدها وبالتالي تريد حماية نفسها ببنادق زعرانها.

وكتب المواطن جهاد سلطان، مستغربا دعوة الطيراوي، وعلق قائلا: "خلي الشعب يعرف عدوه من صديقه.. السلطة وفتح أكبر أعداء الشعب.. مسلحين فتح الذين اختبئوا كالفئران يوم اقتحام جنين الأن سيخرجوا لقتال الشعب..يجب على الشعب الوقوف ضد عصابات فتح أذناب النحتل وقتالهم". . 

 

أما المواطن رسمي قبها، فأكد ان حركة فتح لا تحتاج حماية الا من قادتها الذين حرفوا بوصلتها، وعلق قائلا: "فتح ليست بحاجه الى حماية لولا انحراف البوصله الكلام مفهوم".

أما المواطن أبو محمد ثوابتة، فاستنكر حديث الطيراوي عن حمل السلاح، واعتبره دعوة للحرب الأهلية، وعلق قائلا: "يعني بدل ماتهدوا الوضع بدكم تعملوا حرب أهليه الله يهديكم".

أما المواطنة سهى عزام، فاستغربت من الدعوة لحماية قيادة فتح الفاسدة، وعلق قائلا: "مين يحمي مين ؟؟؟.. فعلا فتح تحتاج لحماية من شلة الفاسدين فتح تدفع ثمن افعال البعض التي لا تمت لها بصله".

أما المواطن وليد عودة، فسخر من استخدام اسم كتائب الأقصى المنحلة بأمر من قيادة السلطة، وعلق قائلا: "مافي ذراع عسكري هذا الحكي كان زمان وإن وجد لايأتمر بأمرت أحد اليوم شكلك بلشت تخربط رحم الله قادته العظماء".

أما المواطن صابر ابوعرام، فقال إنه كان ينبغي دعوة الكتئاب للدفاع عن شعبنا من جرائم الاحتلال، وعلق قائلا: "كان الاولى حماية الشعب بنابلس وجنين واريحا والبلدة القديمة في الخليل ومسافر يطا والخان الاحمر وبزيق في طوباس مش الشخوص الاعتبارية فقط".

أما المواطن د. سامي معطان، فأكد على ان يريد فرض وصايته بالسلاح على الاخرين فهو فاشل، وعلق قائلا: "احترام الرأي الآخر والاختلاف هو سبب رئيسي للتطور والازدهار في الأمم لانه يخلق الإبداع والمنافسة والتنوع ... من يعتقد انه يستطيع فرض رؤيته على الآخرين بالقوة فاشل وسيفشل لأدنى مستوى ممكن .. كلامك غير مسؤول ايها المسؤول ويزعزع السلم الأهلي للمجتمع".

أما المواطن اسيد كوني، فدعا الطيراوي للكف عن استخدام فتح في حماية مصالح الأجهزة الأمنية، وعلق قائلا: "والله يا ابو حسين لو الذراع العسكري شايف انه الاجهزة الامنية واقفة مع شعبها و بتعمل اشي صح مش راح يستنو اشخاص تطالبهم بحماية حركتهم.. و يا ريت تفصلو بين حركة فتح و السلطة.. لانه ما دمر حركة فتح الا انه اسمها دائما مربوط بالسلطة و عمايلها".

ولا يكن آخذ تصريحات قيادة فتح بتحشد السلاح ضد معارضيهم بمعزل عن التدهور الكبير الحاصل في شعبية الحركة، بل إن السخط والغضب وصل الى كوادر الحركة وقاعدتها الشعبية.

غضب شعبي

وقال المدير العام لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات محسن صالح إن قواعد شعبية واسعة ومتزايدة من مناصري حركة فتح وكوادرها أخذت تظهر غضبها من السلطة الفلسطينية وأدائها الخدماتي والأمني بل وقيادتها.

وذكر صالح في مقال إن "سلطة رام الله في وضعها الحالي فقدت ثقة معظم الشعب الفلسطيني (أقل من 20% يثقون بأدائها)، وفقدت قيادتها الجدية والمصداقية، خصوصا بعد تعطيلها المصالحة، وإلغائها مسار الانتخابات التشريعية والرئاسية أواخر أبريل 2021.

وبين أن فتح التي تتكئ عليها السلطة في "شرعنة" نفسها وفي حضورها الشعبي، تعاني من انقسامات حادة وصراعات داخل تياراتها، خصوصا مع غياب الرموز القادرة على ملء الفراغ حال غياب عباس.

غير أن الظاهرة الأهم التي تصب في النهاية لصالح العمل المقاوم -وفق صالح-، هي أن قواعد شعبية واسعة ومتزايدة من مناصري فتح وكوادرها أخذت تظهر غضبها من السلطة وأدائها الخدماتي والأمني بل وقيادتها.

وقال إنها أخذت تميل أكثر لخط المقاومة، بل إن الكثير من عناصرها انضمت إلى بؤرها، بينما خبت أصوات أولئك الذين يدافعون عن السلطة ومسلكياتها.

وذكر صالح أن حالة الغضب من سلوك قيادة السلطة (وحتى قيادة فتح) انعكست على ما حدث في جنازة شهداء مخيم جنين، حيث تم إخراج أو طرد الرموز القادمة للمشاركة (تحديدا محمود العالول وعزام الأحمد).

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة