غزة - محمد هنية
على بُعد أمتار قليلة من شاطئ البحر، يجتمع نحو 50 طفل وطفلة في فصل دراسي، فراشه رمال الشاطئ، وكراسته وحيدة بالكاد استطاع الطفل توفيرها، وفي فصل من قماش وخشب وخيمة.
يتلقى الأطفال على مدار 4 ساعات تعليمهم بعد حرمان من التعليم دام عاما كاملا بسبب الحرب الإسرائيلية، حتى بادرت مخيمات النزوح بافتتاح فصول واقعية من خيام وبموارد معدومة، لإعادة الطلبة إلى سلك التعليم بأبسط الإمكانات.
وكالة "شهاب" زارت خيمة تعليم الأطفال على شاطئ دير البلح والتي تقدم التعليم المجاني لعشرات الطلبة على مدر ثلاث فترات يومية.
الطفلة "ديما الكفارنة" نازحة من بيت حانون، التحقت بالصف الثالث، تقول لشهاب "الدراسة على رمل البحر متعب، وما في معنا غير دفتر واحد لكل المواد، عشان الدفاتر غالية كتير".
وتضيف ديما "نفسنا نرجع لمدارسنا في غزة، لما كانت مبنية من باطون، وفي كراسي وطاولات، مش زي هلقيت على الرمل".
يشاطرها زميلها في الفصل أحمد أبو ندى النازح من مدينة غزة، أمنيته بالعودة لمقاعد الدراسة في مدرسته التي جرى تدميرها بشكل كامل.
ويقول أحمد واصفا جدوله اليومي في حياة النزوح، "من الصبح بنيجي عالفصل هاد وهالأيام ما بنفطر عشان ما في خبز وبالمعاناة بنجيب ربطة خبز بعد طابور طويل، وبعد ما أروح من الحصة بوقف على طابور المية الحلوة، وإذا أهلي ما كانوا جايبين الغدا بأجبلهم التكية".
يتناوب أحمد بين طوابير الخبز والماء والحصول على طعام، وبين حقه في التعليم والذي ناله بعد عام على الانقطاع وفي ظل ظروف قاسية لا تتوفر فيها أبسط الإمكانات.
تقول المعلمة أماني النباهين، إن الفصول التي جرى ترتيبها في الخيمة المخصصة التعليم، والتي تتوسط عشرات الخيام الواقعة على شاطئ بحر دير البلح، تقدم التعليم للعشرات من الطلبة وسط إقبال واسع من الأهالي والطلبة.
وتقول إنه يتم تعليم أهم المواد للطلبة، من اللغة العربية والرياضيات والتربية والإسلامية واللغة الإنجليزية، مشيرة إلى أنهم يحاولون التقليل من أعباء ارتفاع أسعار القرطاسية بشكل كبير، من خلال تخصيص دفتر واحد لجميع المواد الدراسية.
وتطالب النباهين العالم بالنظر إلى أحوال أطفال غزة الذين يحرمون من أبسط حقوق الأطفال في العالم، والمتمثل بحقهم في التعليم في بيئة سليمة وصحية.