خاص/ شهاب
قالت الأسيرة المحررة في صفقة "طوفان الأحرار"، الصحفية رولا حسنين، إن قوات الاحتلال واصلت توجيه الإهانات لهن ومعاملتهن بقسوة شديدة حتى اللحظات الأخيرة قبل الإفراج عنهن من سجون الاحتلال.
وأضافت حسنين، في تصريح خاص لوكالة شهاب: "قبل نقلنا من سجن الدامون إلى سجن عوفر تمهيدًا للإفراج عنا، شرعت إدارة السجن بالنداء على أسماء الأسيرات اللواتي سيتم الإفراج عنهن. بعدها خرجنا اثنتين اثنتين للتفتيش، وللأسف، تعرضت غالبية الأسيرات للتفتيش العاري والمهين".
وتابعت حسنين: "نقلنا إلى سجن عوفر، ولحظة وصولنا إلى هناك أخرجونا من سيارة "البوسطة" إلى ساحة السجن بطريقة مذلة ومهينة. كان السجانون يشدون الأسيرات من رؤوسهن ويجبرونهن على السير وهن محنيات ظهورهن، مما تسبب بسقوط الحجاب عن رؤوس عدد من الأسيرات".
وتواصل حسنين سرد تفاصيل الإهانة التي تعرضن لها قبل لحظات الإفراج: "ألقونا ونحن معصوبات الأعين على أرض مليئة بالحصى والحجارة. ثم أجبرونا على مشاهدة مقطع فيديو طويل يظهر فكرة أن حماس قد هُزمت. بعد ذلك، نُقلنا إلى زنازين حتى قرابة الساعة الواحدة والنصف فجرًا، قبل أن يتم تسليمنا إلى الصليب الأحمر".
وأكدت أن قوات الاحتلال تعمدت طمس أي مظاهر للفرحة لدى الأسيرات قبل الإفراج عنهن، كما حذرتهن من رفع شارات النصر أثناء عملية الإفراج.
وعن أصعب اللحظات التي عاشتها داخل السجن، قالت حسنين لوكالة شهاب: "كانت تلك اللحظات التي أفكر فيها بطفلتي إيلياء، التي فارقتها وهي رضيعة بعمر تسعة أشهر عندما تم اعتقالي من منزلنا في بيت لحم".
وأضافت حسنين: "كنت أعتاد أثناء نومي في السجن على احتضان وسادة عوضًا عن طفلتي. هذا كان يخلق شعورًا يلهمني الصبر ويطمئنني أن طفلتي بخير وستعود إلى حضني بعد الإفراج عني".
ووجهت حسنين رسالة شكر لأهل غزة على صمودهم وتضحياتهم، قائلة: "لن توفيكم كلماتنا حقكم. لقد بذلتم الغالي والنفيس وقدمتم الدماء والبيوت والأبناء ثمنًا ومهرًا لحريتنا. نحن لن ننسى لكم هذا المعروف ما حيينا".
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت رولا حسنين في 19 مارس/آذار الماضي، بعد مداهمة منزلها جنوب بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، ووجهت لها اتهامات بالتحريض على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد حررت المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام فجر أمس الاثنين الدفعة الأولى من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، وشملت 69 امرأة و21 طفلًا قاصرًا، مقابل ثلاث مستوطنات إسرائيليات.
وتمت عملية التسليم في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، وسط انتشار كثيف لعناصر من كتائب القسام الذين ظهروا بكامل عتادهم وزيهم العسكري. وأثار هذا المشهد موجة غضب في الإعلام الإسرائيلي الذي بدأ يردد أن حماس لم تهزم.