عادل ياسين

القبة الحديدية.. بين تهويل الإمكانيات وتراكم التحديات

لا شك بأن إسرائيل تمتلك قدرات تكنولوجية هائلة تؤهلها لمواكبة التغيرات وتراكم التهديدات بطرق متعددة؛ إلا أن أي منظومة تكنولوجية مهما بلغت من قدرة وإحكام لن تتمكن من تحقيق نجاحات متكاملة وهو ما أثبتته الجولات العسكرية أمام المقاومة خلال العامين الماضيين. 

وفي ظل الحديث عن اجراء سلسلة تجارب ناجحة على منظومة القبة الحديدية وإظهار قدرتها على التعامل مع عدة رشقات صاروخية والحوامات والصواريخ التي تطير على ارتفاعات منخفضة في آن واحد تُطرح العديد من الأسئلة أهمها:

هل تمتلك (إسرائيل) ما يكفي من صواريخ الاعتراض للتعامل مع التهديدات الصاروخية على مدار شهر كامل لاسيما وأن السيناريو المرجعي يتحدث عن سقوط ما يقارب من 2000 صاروخ يوميا وعلى مديات متفاوتة، ما يعني أنها ستكون بحاجة إلى (60 ألف - 120 ألف) صاروخ اعتراض من نوع تامير فقط.

لو افترضنا جدلا بأنها تمتلك هذا الكم من صواريخ الاعتراض، فهل هي قادرة على تخصيص ميزانية 3 مليار $ لتوفير هذا النوع من الصواريخ فقط، في ظل الحديث عن عجز الميزانية واقتصار شراء الأسلحة والمعدات على الاحتياجات الملحة فقط، وماذا عن صواريخ الاعتراض لمنظومات الدفاع الجوي الأخرى مثل "حتس 3" والصولجان السحري الذي تتراوح تكلفته ما بين مليون إلى ثلاثة مليون $.

لو سلمنا بأنها قادرة على تحمل هذا العبء، فهل ستتمكن من ملء الاحتياط من هذه الصواريخ في حال استمرت الحرب لأكثر من 30 يوما حسب السيناريو المرجعي، لاسيما وأن انتاج مثل هذه الصواريخ يستغرق وقتا لا يستهان به كما أنه يتم بالتعاون مع مصانع الأسلحة في الولايات المتحدة.

هل سيتمكن سلاح الجو "الإسرائيلي" من تشغيل منظومات الدفاع الجوي المتعددة والقيام بمهام جمع المعلومات والقيام بعمليات هجومية ومساندة الجيش البري في آن واحد، وماذا لو سقط 1% من هذه الصواريخ على بعض المنشآت الاستراتيجية، فهل سيغني حينها الحديث عن نجاح التجارب في ظل ما تسببه من خسائر مادية وبشرية.

ماذا سيكون مصير قوة الردع الإسرائيلي في حال ثبت عدم فعاليتها بالقدر الذي تظهره وتروج له وسائل الإعلام الإسرائيلية

الخلاصة:

كما أشرنا سابقا فإن أحدا لا ينكر بأن إسرائيل تمتلك القدرات لكن الحديث عن إنجازات هائلة ونجاحات باهرة يبقي للاستغلال الإعلامي وفي إطار الحرب النفسية لمحاولة ترميم قوة الردع لاسيما وأن التهديد الصاروخي لا يمثل إلا حلقة واحدة من سلسلة التهديدات التي يمتلكها "أعداء  إسرائيل".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة