أكد وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني

المنبر الموحّد لقادة محور المقاومة يوجه رسالة للعالم في "يوم القدس العالمي"

بمناسبة حلول يوم القدس العالمي عَقد اليوم الثلاثاء، "منبر القدس" السنوي لقاءه الذي جمع على الهواء الافتراضي قادة المقاومة، حيث ألقوا كلمات بهذه المناسبة.

ووجه منبر القدس" السنوي لمحور المقاومة  رسالة للعالم خلال المؤتمر، أكد فيها وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني في دفاعه عن القدس والمسجد الأقصى.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، اسماعيل هنية، إنّ يوم القدس "يأتي هذا العام على وقع الأحداث الكبيرة التي تعيشها بمقدساتها الإسلامية والمسيحية".

وأكد هنية أنّ "العمليات البطولية سجلت نقاطاً مهمة في مقدّمتها أنّ خيار المقاومة هو خيار شعب وليس خيار فصيل أو نخبة"، مضيفاً أنّها "سجلت أهمية الضفة ورجالها في معادلة الصراع مع العدو الصهيوني وفي إعادة التوازن الاستراتيجي".

وتابع إنّ "المقاومة في موجتها الجديدة تأكيد على أنّ قضية القدس والأقصى وحق العودة والأسرى لا يمكن أن تحسم على طاولة المفاوضات"، مشيراً إلى وجود "عاملين دفعا العدو إلى الإسراع في خطواته أو تنفيذ مشاريعه في التقسيم الزمني والمكاني للمسجد الأقصى".

وأوضح هنية أنّ "العامل الأول يتعلق بالتطبيع ومن خلال العلاقات مع بعض الحكومات العربية والتحالف العسكري والأمني معها"، مضيفاً أنّ "العامل الثاني متعلق بالداخل الفلسطيني واستغلال انشغال العالم في الحرب الروسية الأوكرانية".

ولفت هنية إلى أنّ "شعبنا والمرابطين والمرابطات وأهلنا في الداخل المحتل وقوة الإسناد في غزة أفشلوا مخطط العدو"، مردفا إنّ "غزة أكدت أنها لا يمكن أن تكون بعيدة عن هذا الصراع خاصة إذا ما تم تجاوز الخطوط من جانب العدو".

وأشار إلى أنّ "قضية القدس وقضية فلسطين استطاعت رغم كل الأحداث الكبيرة في العالم أن تعود إلى الصدارة مجدداً"، مشدداً على أنّ "لا أمن ولا استقرار في هذه المنطقة ما لم ينعم الشعب الفلسطيني بحقه الكامل في أرضه ووطنه". 

وأكمل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" أنه أبلغ "كل الأطراف أنه لا يمكن لشعبنا وأمتنا القبول بتغيير طابع الأقصى وسنُفشل كل المخططات"، موضحاً أنّ "محاولات العدو لتجاوز الخطوط وارتكاب المزيد من الحماقات قد يحول هذا الصراع الثنائي إلى صراع إقليمي".

بدوره، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، خلال مشاركته في "منبر القدس"، إنّ القضية الفلسطينية "تضجّ بالحياة من جديد وتجد لها المزيد من المؤيدين والمجاهدين المستعدين للتضحية من أجلها".

وأكد نصر الله، أنّ "استراتيجية العدو كانت تقوم على الرهان على الوقت وعلى نسيان الشعوب للقضية الفلسطينية"، لافتاً إلى أنّ "ما يجري هو العكس تماماً ببركة الإيمان والجهاد والبصيرة التي تعبر عنها دول وقوى وشعوب محور المقاومة".

وأوضح أنّ "محور المقاومة المتعاظم يجب أن يسمى أيضاً محور القدس بحق لأن القدس هي النقطة المركزية الجامعة"، مشيراً إلى أنّ القدس "تعود اليوم ولها سيف في غزة يدافع عنها كما حصل في العام الماضي في معركة سيف القدس".

وتابع نصر الله: "تعود القدس ولها اليوم محور يتجمع ليصنع معادلته الإقليمية القوية الصلبة من أجل حمايتها أولاً وتحريرها ثانياً"، مضيفاً: "تعود القدس وشعبها في فلسطين والداخل وغزة يصنع الملاحم التي تهز الكيان".

وأردف نصر الله قائلا : "نحن في حزب الله نعتبر أنفسنا في خط المواجهة الأمامي إلى جانب إخوتنا في فصائل المقاومة الفلسطينية"، لافتاً إلى أنّ "كل من ينتمي إلى هذا الخط وهذا المحور يتعرض لحصار وعقوبات هدفها التخلي عن القدس وعن فلسطين وعن منطق المقاومة".

واعتبر الأمين العام لحزب الله أنّ "الصمود هنا في مواجهة هذه التضييقات والحصار والإرهاب جزء أساسي من معركة المقاومة"، موضحاً أنّ "عهدنا مع شهدائنا العظام في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن وفي مقدمهم شهيد القدس الحاج قاسم سليماني".

وأكمل نصر الله: "سوف نحطم كل القيود ونسقط كل المؤامرات وسوف تسقط كل الخناجر التي تحاول أن تتطعننا في ظهورنا وفي صدورنا".

بدوره، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، إنّ "شعبنا قوي بإرادته ويثبت أنه لن يتخلى عن القدس"، مؤكداً أنه "لن نتراجع أو نساوم".

ولفت نخالة إلى أنّ "إيران تحتضن المقاومة وتفتح أفقاً عريضاً للمجاهدين لتحقيق النصر"، مضيفاً: "لقد كان مؤلماً أن يترك الشعب الفلسطيني في هذه الظروف من أشقائه"، مشيراً إلى وجود "من أبرق رسائل تهنئة للاحتلال".

من جهته، اعتبر المرجع الديني الشيخ عيسى قاسم أنّ المسجد الأقصى "يعاني من أكثف وأقذر وأخطر وأشرس الهجمات الصهيونية العدائية"، مؤكداً أنّ "الأمة تواجه اليوم أخطر تهديدٍ لهويتها ووجودها على يدي التطبيع".

وتابع: "يوم القدس العالمي يفرض علينا أن نستحضر كل تفاصيل المحنة التي يعاني منها المسجد الأقصى"، لافتاً إلى أنّ "دولاً عربية انخرطت في مأساة التطبيع مع هذا العدو اللدود وأصبحت في جبهة واحدة معه".

في حين قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اللواء أبو أحمد فؤاد إنّ "يوم القدس يؤكد أن حقوق الشعوب المظلومة لا يمكن أن تضيع بالتقادم طال الزمن أو قصر".

وشدد فؤاد على أنّ "إيران تسهم وتدعم بكل قوة محور المقاومة وخاصة المقاومة الفلسطينية"، مشيراً إلى أنّّ "الإرادة الحرة للشعب الفلسطيني ومن خلفه محور المقاومة ستصنع النصر".

أما مفتي العراق، الشيخ مهدي الصميدعي، فأوضح أنه "حين تساهل الحكام لقاء ثمن بخس وهو الجلوس على كراسي الحكم تنازلوا عن قضية الأمة عن فلسطين عن القدس".

ودعا الصميدعي "جميع المسلمين بشيبهم وشبابهم ونسائهم ورجالهم إلى وقفة واحدة في يوم القدس العالمي"، لافتاً إلى أنه "على الفقهاء وعلى العلماء أن يقولوا كلمتهم في دعوة الأمة إلى الوقفة التضامنية في يوم القدس العالمي".

وأردف مفتي العراق أنّ "وقفتنا رسالة إلى الخونة وإلى المطبعين الذين باعوا دينهم وباعوا ضميرهم".

بدوره، رأى خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أنّ "المسجد الأقصى المبارك محور الأطماع كما هو محور الصراع الذي يفتعله الاحتلال"، مضيفاً أنّ "ما حصل خلال شهر رمضان يؤكد الأطماع الصهيونية في المسجد الأقصى".

وتابع صبري أنّ "الانتهاكات التي حصلت بحق الأقصى تدل على أنه ليس له حرمة لدى الصهاينة"، معتبراً أنّ "القدس شأنها شأن مكة المكرمة والمدينة المنورة والمسجد الأقصى شأنه شأن المسجد الحرام والمسجد النبوي".

ولفت إلى أنّ "معظم الدول العربية منشغلة في صراعاتها الداخلية أو في التطبيع مع الاحتلال لكن هذا لن يعفيهم من المسؤولية"، مضيفاً: "الأمة ملزمة بدعم المقدسيين ودعم صمودهم، الشعوب متعاطفة معنا ونحن نخاطب الحكومات".

وشدد صبري أنّ "هذا التطبيع لن يؤثر علينا لأن هذه الدول لم تكن أصلاً تدعم قضيتنا كما يجب وإنما كان الدعم شكلياً".

من جهته، قال رئيس تحالف الفتح، هادي العامري: "نقف اليوم ويقف معنا كلّ مسلمي وكل أحرار العالم إجلالاً وإكباراً ليوم القدس العالمي"، مؤكداً أنّ "استمرار الاحتلال الصهيوني للمسجد الأقصى واغتصابه للأرض الفلسطينية جريمة يجب أن تنتهي".

وأشار العامري إلى أنّ "قضية القدس أصبحت اليوم عنواناً مقدساً لوحدة المسلمين بكل طوائفهم ولوحدة الأديان السماوية"، لافتاً إلى أنّ "يوم القدس يبقى بصدق مشروع الأمل والمقاومة لاستنهاض الأمة وشحذ الهمم وتعبئة الطاقات".

وأوضح العامري أنّ "فصائل المقاومة العراقية تشعر بعمق الارتباط بين تحرير العراق وتحرير القدس وكل أرض فلسطين"، مضيفاً أنّ "الاحتلال طوّر أساليبه إلى سياسي وأمني وثقافي".

وتابع أنّ "تحرير العراق من الهيمنة الأميركية هو تحرير له من الزحف الصهيوني الخفي المتعدد الأشكال"، مشيراً إلى أنّ "الكيان الصهيوني كيان زائل، وكلما انقضى يوم من محنة الشعب الفلسطيني انقضى يوم من رخاء هذا الكيان".

وأضاف العامري أنّ "العداء لمحور المقاومة والتشهير به عمل شائن يصبّ في مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني".

ومن القدس المحتلة، قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطالله حنّا إنّ "القدس كانت وستبقى لأهلها وسياسات الاستعمار والاحتلال فيها هي باطلة وغير قانونية وغير شرعية".

وأكد المطران حنا أنّ "مقدساتنا وأوقافنا الإسلامية والمسيحية مستهدفة ومستباحة وهنالك استفزازات خطيرة في القدس"، لافتاً إلى أنّ "المقدسيين مدافعون حقيقيون باسم الأمة كلها عن هذه البقعة المباركة وعن هذه المقدسات سواء كانت إسلامية أم مسيحية".

وأردف: "نحن في خندق واحد وكعائلة واحدة ندافع عن القدس ولن ينجح الاحتلال في سرقة القدس من أهلها وأصحابها"، مضيفاً: "في يوم القدس العالمي أتوجه للفلسطينيين بضرورة أن يضعوا الانقسامات جانباً".

أما الأمين العام للجبهة الشعبية-القيادة العامة، طلال ناجي، فقال إنّ "الإمام الخميني أراد منذ أكثر من 43 عاماً أن يحافظ على دعم مدينة القدس وأهلها"، لافتاً إلى أنّ "الإمام الخميني استشرف المخاطر التي تهدد مدينة القدس وتتهدد المقدسات الإسلامية في مدينة القدس".

وشدد ناجي على أهمية "أن يتكاتف كل أبناء الشعب الفلسطيني لإحياء هذا اليوم و للتصدي للعصابات الإسرائيلية"، مشيراً إلى أنّ "الشهيد قاسم سليماني كان يشرف شخصياً على تطوير القدرات العسكرية لكل فصائل المقاومة الفلسطينية".

ومن اليمن، أكد قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، أنّ "يوم القدس العالمي هو مناسبة لتذكير الأمة بمسؤوليتها ومناسبة هامة أيضا لتوحيد الأمة حول هذه القضية".

وشدد الحوثي على أنّ اليمن "ثابت على موقفه الواضح الصريح المبدئي الديني بالتمسك بحق الشعب الفلسطيني"، مضيفاً أنه "لا يجوز التفريط بأرض الشعب الفلسطيني وبحقوقه المشروعة والمقدسات".

ولفت قائد حركة أنصار الله إلى أنّ "محور المقاومة سيسعى إلى تضافر الجهود ورفع مستوى التعاون والتنسيق في إطار هذا الهدف المقدس"، مؤكداً "تبنينا للمعادلة التي أعلنها السيد نصر الله بأن أي تهديد وجودي للقدس يعني حرباً إقليمية".

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة