حذر العميد احتياط أورن أفمان، اليوم السبت، من التداعيات الكارثية لحالة الانقسام والتشتت التي يمر بها المجتمع "الإسرائيلي" حاليا، منوها إلى أنها قد تتطور وتصبح تهديدًا وجوديا لا يقارن بالتهديدات الخارجية.
وقال أفمان وفق تقرير نشرته صحيفة "معاريف" وترجمته وكالة "شهاب" للأنباء إن أزمة كورونا وتكرار الانتخابات لأربع مرات خلال العامين الماضيين والجولة القتالية أمام غزة؛ كشفت سوءة المجتمع الإسرائيلي وأبرزت مشاكله بشكل واضح، وجسدت الخلافات بين المتدينين والعلمانيين وبين العرب واليهود وبين الكل.
وأضاف أن المجتمع "الإسرائيلي" يتفكك أمام أعيننا، مستطردا : "ها هي الأبقار المقدسة تُذبح واحدة تلو الأخرى ولن يطول الوقت حتى يصلنا الدور في نهاية الأمر. لقد وصلنا إلى ذروة البهائمية حينما رقصت جهات سياسية على دماء الجندي الذي قُتل على حدود غزة واستغلت الجنازة لتوجيه انتقادات لرئيس الحكومة ولقيادات الجيش التي ارادت التعبير عن تضامنها مع العائلة ؛ بل إن الأمر وصل إلى حد التحريض ضد الجيش وتعليماته على صفحات التواصل الاجتماعي".
وتابع إن "الأبقار المقدسة التي تمثل القواسم المشتركة التي وحدتنا في الأزمات على مدار عشرات السنين تمر الأن في وضع مزري ومخيف وقد طالت جميع سلطات الدولة ورموزها سواء كانت التنفيذية او التشريعية أو القضائية بعد أن فقد الجمهور ثقته بها، لكن الأمر لا يقتصر على ذلك إذ ان هذه السلطات لن تتمكن من القيام بواجبها في حال فقدت قاعدتها الشعبية".
أفمان دعا قيادة جيش الاحتلال لقراءة الواقع جيدا "لأن فقدان ثقة المجتمع به والانتقادات التي توجه لقيادته ستسلب منه القدرة على تنفيذ مهامه العسكرية لاسيما وان ظاهرة القبلية بدت واضحة في صفوف الجيش فما بين قبيلة الضباط الكبار وقبيلة الضباط الصغار وقبيلة الوحدة 8200 وقبيلة الجيش الاحتياط وقبيلة النظامي والدائم، وما سيترتب عليها من هروب المميزين من الجيش وبقاء الفاشلين".
أما فيما يتعلق بالخطة العسكرية التي أعدها رئيس هيئة الأركان (تنوفا) فقد وصفها بالجيدة لكنها تتعارض مع ظاهرة القبلية ولا تنسجم مع التغيرات التي طرأت على أرض الواقع لأن التهديد الداخلي بات أكثر خطورة من التهديد الخارجي؛ لأن شعور المواطن "الإسرائيلي" بالأمن لا يتعلق بالتهديد النووي الإيراني بل بفقدان الأمن الشخصي الناتج عن أجواء العنف التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي والجرائم والظواهر السلبية سواء على الطرق أو في المؤسسات، عدا عن حالة الاستقطاب السياسي التي وصلت إلى مرحلة البهائمية. على حد قوله.
أفمان اختتم قائلا: يجب العمل على تغيير سلم الأولويات وإعداد رؤية واستراتيجية لمعالجة هذه الظواهر ومنح الصلاحية للسلطة القضائية بفرض العقوبات وللسلطة التنفيذية القيام بدورها. كما يجب صياغة واقع جديد يظهر الحزم امام التهديدات الخارجية لتعزيز الردع ووقف الانحدار نحو الهاوية الذي يحدث حاليا أمام حماس وحزب الله خصوصا بعد تجرؤ بعضهم وقتل القناص على حدود غزة.